نبذة عن سورة الكهف
سورة الكهف هي سورة مكية تأتي في المرتبة الثامنة عشرة ضمن ترتيب المصحف، وقد نزلت بعد سورة الغاشية. تعتبر سورة الكهف إحدى سور المئين، حيث تحتوي على مئة وعشر آيات. وقد ذكر النبي -عليه الصلاة والسلام- فضلها حين قال: (أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطِّوالَ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئين، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفُضِّلتُ بالمُفصَّلِ). وتبدأ هذه السورة بحمد الله والثناء عليه.
الدروس المستفادة من سورة الكهف
استعرضت سورة الكهف العديد من الروايات التي تحمل في طياتها العبر والدروس المفيدة. فيما يلي بعض الفوائد التي تم ذكرها في السورة:
أولًا: الفوائد من قصة أصحاب الكهف
تتمتع قصة أصحاب الكهف بعدة فوائد، منها:
مساندة الله تعالى لهم
لقد نصر الله هؤلاء الفتية عندما أظهروا الثبات في دينهم ولجأوا إلى الكهف خوفاً من الفتنة، فأبدلهم الله بعد نومهم الطويل بقوم آخرين صالحين.
تحريم بناء المساجد على القبور
تظهر القصة تحذيراً من بناء المساجد على القبور، فبعدما عظّم أهل البلد هؤلاء الفتية، أرادوا بناء مسجد على قبورهم. وقد وردت نصوص شرعية تؤكد حرمة ذلك، كما رُوي عن أم سلمة أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن كنيسة رأتْها في أرض الحبشة، فقال: (أولئك قوم إذا مات فيهم العبد الصالح، أو الرجل الصالح، بنوا على قبره مسجداً، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله).
جواز التوكيل في البيع
تقدم القصة دليلاً على مشروعية البيع والتوكيل فيه وشرعية الأكل من الطيبات.
ثانيًا: الفوائد من قصة صاحب الجنتين
تتضمن قصة صاحب الجنتين مجموعة من الفوائد، وهي:
- أهمية التواضع والذل لله.
- ضرورة تجنب مفاخرة الإنسان بماله على الآخرين وتذكر نعمة الله عليه.
- عدم شكر الله سبحانه وتعالى للنعمة وجحودها، مما يؤدي إلى سخط الله وخسارة المال، كما قال تعالى في حكاية صاحب الجنتين: {فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا}.
- ضرورة تجنب التكبر على الناس، خصوصًا المستضعفين، فالإنسان لا يدري من الأقرب إليه سبحانه.
- كثرة النعم دون خشية الله وشكره قد تؤدي إلى الابتلاء.
- يظهر أثر الدعاء على الفاجر المتفاخر بنعمة الله، كما قال الرجل الصالح: {فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا}.
ثالثًا: الفوائد من قصة موسى مع الخضر
تحتوي قصة موسى مع الخضر على عدة فوائد، منها:
- تشتمل القصة على ثلاثة أحداث: قتل الغلام، خرق السفينة، وبناء الجدار، وتبين أهمية التأدب في الحوار كما حصل بين موسى والخضر.
- أهمية التواضع لذوي العلم واستفتائهم، وأهمية سؤال العالم لمن هو أعلم منه.
- تشير إلى استحباب المرافقة في السفر، وفضل صحبة الصالحين.
- تُظهر القصة تأكيد صفة النسيان في البشر، كما قال تعالى عن موسى والخضر: {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا}.
- فضل مرافقة أهل العلم، والصبر عليهم، ومراقبتهم للتعلم منهم.
- أهمية التحلي بخلق الصبر، كما قال تعالى: {قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا}.
أحدث التعليقات