ذكر الله -عز وجل- معجزة الإسراء في قوله -تعالى-: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ). وتُشير هذه المعجزة إلى انتقال النبي -صلى الله عليه وسلم- بإذن ربه من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس في ليلة واحدة، عبر دابة البراق، ثم عودته إلى مكة في نفس الليلة.
أما المعراج، فهو صعود رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المسجد الأقصى في الليلة ذاتها إلى السماوات العُلا، حيث وصل إلى سدرة المنتهى، ثم عاد من السماء مرة أخرى إلى أرض المسجد الأقصى، وكل ذلك كان بواسطة دابة البراق.
يجمع العلماء على أن حادثة الإسراء والمعراج حدثت بعد عودة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الطائف، ولكنهم اختلفوا في تحديد زمن وقوع هذه الحادثة بدقة. ويمكن تلخيص آراءهم في النقاط التالية:
لابد لدراسي السيرة النبوية من إحاطة بالأحداث التي تعرض لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لاستنباط الدروس والعبر منها. وفي هذه الفقرة، نقدم بعض الدروس التي يمكن استخلاصها من حادثة الإسراء والمعراج كما يلي:
تظهر حادثة الإسراء والمعراج أن قدرة الله -عز وجل- غير محدودة؛ فمن المستحيل الانتقال من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ومن ثم إلى السماوات العُلا، ثم العودة إلى الأرض في ليلة واحدة، إلا بإرادة ربّ قادر لا يُعجزه شيء في السماوات والأرض.
تظهر رحمة الله -عز وجل- أنها تشمل كل شيء، حيث أظهر تعاطفه مع حبيبه ونبيّه محمد -صلى الله عليه وسلم- وأسرى به إلى المسجد الأقصى لتخفيف معاناته بعد ما تعرض له من أذى من قومه.
يثبت أن الأنبياء هم أكثر الناس بلاءً، حيث أن هذه الحادثة كانت بمثابة تسلية ومواساة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي واجه صعوبات شديدة من التكذيب والاتهامات الباطلة من قومه بعد سماعهم قصة هذه الحادثة.
أحدث التعليقات