يعتبر فتية الكهف نماذج ملهمة لمؤمنين عاشوا في مجتمع ينكر وجود الإله. عندما واجهوا الاضطهادات من قومهم، خشوا على معتقداتهم فابتعدوا عنهم ووجدوا كهفًا واسعًا يخبئهم. وقد أنعم الله عليهم بالحماية والرعاية فيه من فتن أهل مدينتهم، حيث ألقى الله تعالى عليهم النوم لفترة طويلة. وعندما استيقظوا، اكتشفوا أن سكان المدينة قد آمنوا، مما يعد من عظيم رحمة الله بهم، وهذه كانت واحدة من بين آياته العظيمة.
تتضمن قصة فتية الكهف مجموعة من الدروس والعبر القيمة، نستعرض بعضًا منها في ما يلي:
تظهر عظمة صبرهم في حرصهم على الدعوة إلى الله، إذ تعرضوا للاضطهاد لكنهم لم يستسلموا. قال الله تعالى: {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}. ومن الواجب على المسلمين أن يتحلوا بالصبر والالتزام في مسار دعوتهم.
يجب على المسلم أن يسأل الله تعالى وحده لقضاء حوائجه، فهو الوحيد القادر على تلبية الدعوات. طلب المساعدة من غير الله يعد شركًا – والعياذ بالله – كما جاء في قوله تعالى: {لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا}.
من الضروري أن يتمسك كل مسلم بمبادئه حتى وإن كان وحيدًا، كما فعل فتية الكهف الذين صمدوا بدينهم أمام الضغوط.
قال الله تعالى: {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ}. لذلك، يعتبر الاعتزال عن الفتن والمعاصي أمرًا واجبًا على المسلمين، وينبغي لهم أن يبتعدوا عن أهل الشر.
تمكن هؤلاء الفتية من الوصول إلى الحق من خلال سعيهم المستمر للحصول على العلوم المفيدة، وهو ما يساعد في تعزيز معتقداتهم. وعندما علم الناس بحالتهم، زاد ذلك من إدراكهم لعظمة الله ولقرب وقوع الساعة.
أشار الله تعالى إلى مشروعية استخدام الوكالة بقوله: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ}. كما تبيّن الآيات جواز اختيار الأطعمة المباحة.
من يلجأ إلى الله يجد عنده الطمأنينة والرعاية، ويُنقَذ من الفتن. تجلى ذلك من خلال إيوائهم إلى الكهف، حيث حُفظوا من فتن قومهم وتم إرسالهما إلى مجتمع مؤمن.
أحدث التعليقات