الخوف من المجهول في الإسلام
يُعتبر الخوف من المجهول أحد أبرز تجليات القلق النفسي، حيث يُشير الإسلام إلى أن الإنسان مخلوق مُهيأ بالشعور بالخوف. قال الله -عزَّ وجل- في كتابه الكريم: (إنَّ الإنسانَ خُلِقَ هَلوعاً* إذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزوعاً* وإذا مَسَّهُ الخيرُ مَنوعاً). لذا، فإن هذه الصفة موجودة في كل إنسان، غير أن الإسلام قد وفر له سُبلاً ووسائل متعددة لتجاوز هذه التحديات.
آليات السيطرة على الخوف من المجهول في الإسلام
لكي يتمكن المرء من إدخال السكينة إلى قلبه وإيجاد السعادة في حياته، يجب عليه الالتزام بالخطوات التالية:
- على المسلم أن يدرك أنه لا ينبغي له الشعور بالحزن أو اليأس أو الخوف من الأمور التي لم تحدث بعد، وأن تُعامل الأمور الغامضة بروح من الإيمان والثقة، ما دام ملتزماً بتعاليم الدين الإسلامي، فإن الله -عزَّ وجل- سيجعل من أمره كل خير بإذن الله.
- من الضروري أن يبتعد العبد عن مشاعر اليأس والقنوط من رحمة الله -عزَّ وجل-، إذ إن هذه المشاعر مرتبطة بالكفر والضلال، وقد حذر الله عباده من ذلك، كما يظهر في قوله -تعالى-: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَئَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ).
- تعد ذكر الله -تعالى- والتقرب إليه من العوامل الفعالة التي تُعزز الطمأنينة في القلوب وتُشعر الإنسان بالسعادة والرضا بما يقضي الله.
- ينبغي المحافظة على أداء الفروض والنوافل وأعمال الخير، والابتعاد عن الأمور التي تُغضب الله -تبارك وتعالى-.
- الإيمان هو نعمة عظيمة من الله -عزَّ وجل-، فهو يُحقق السكينة للقلب ويُعزز الأمل والرضا. لذا، اللجوء إلى الله -عزَّ وجل- هو الحل الأمثل للتخلص من الخوف من المجهول، حيث إنه الملجأ الآمن للنفس.
- يمثل الرضا بقضاء الله -عزَّ وجل- قراراً حاسماً يجب اتخاذه للتخلص من الخوف والقلق، فلا يعلم الإنسان بمصلحته أفضل من الله -تبارك وتعالى-.
- يجب على الإنسان تقديم الشكر لله -عزَّ وجل- على كل ما حدث معه في حياته سواء في السراء أو الضراء.
- ينبغي للمرء أن يوثق بقدرة الله -عزَّ وجل- وحكمته، وأن يدرك أنه -سبحانه وتعالى- لا يختار للإنسان إلا ما هو أفضل له.
أحاديث نبوية تدعم التغلب على الخوف من المجهول
تتضمن سنة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- العديد من الأحاديث التي تُساعد الإنسان على التغلب على مخاوفه بشأن المستقبل، ومن هذه الأحاديث:
- عن صهيب بن سنان الرومي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -عليه السلام-: (عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له).
- عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: قال -عليه السلام-: (يا فُلانُ إذا أوَيْتَ إلى فِراشِكَ فَقُلْ: اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ نَفْسِي إلَيْكَ، ووَجَّهْتُ وجْهِي إلَيْكَ، وفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، وأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، رَغْبَةً ورَهْبَةً إلَيْكَ، لا مَلْجَأَ ولا مَنْجا مِنْكَ إلَّا إلَيْكَ، آمَنْتُ بكِتابِكَ الذي أنْزَلْتَ، وبِنَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ، فإنَّكَ إنْ مُتَّ في لَيْلَتِكَ مُتَّ علَى الفِطْرَةِ، وإنْ أصْبَحْتَ أصَبْتَ أجْرًا).
أحدث التعليقات