تُعتبر صفات الحسن بن علي بن أبي طالب، سواء الجسدية أو الشخصية، موضوعًا مثيرًا للاهتمام لكل من يسعى للتعرف على أهل البيت ومكانتهم. ولهذا، قمنا في هذا الموقع بإعداد مقال يتناول تلك الصفات في تفاصيلها.
السمات الجسدية والشخصية للحسن بن علي
يُعد الحسن بن علي من أحفاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ابن ابنته فاطمة الزهراء ووالده الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، الذي كان ابن عم النبي. ومن السمات التي تميز الحسن بن علي ما يلي:
- كان يُعتبر الأكثر شبهًا بجده النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث رُوي أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال وهو يحمل الحسن: “بأبي شبيه بالنبي، ليس شبيهًا بعلي” بينما كان علي يضحك.
- كان يتميز بلون بشرته الأبيض المخلوط بحمرة خفيفة.
- كان وسيماً وجميلاً، وشعره كان يفتن بالسواد.
- عُرف بكونه أدعج العينين، أي أن عينيه كانت واسعة وسوداء.
- بلغ شعره الكتفين.
- كان عريض المنكبين (عريض الكتفين).
- لم يكن طويلاً ولا قصيرًا، بل كان ذا قامة متوسطة وجعد الشعر.
- كان يتمتع بكرم وسخاء عظيم، ومن قصص كرمه أنه سمع شخصًا يدعو الله أن يمنحه عشرة آلاف درهم، فقام بإرسالها له.
- كان غزير العلم، حيث تعلم العديد من الأحاديث من جده ووالدته ووالده.
- كان يُعرف بتقواه، فقد حج خمسة عشر مرة ماشياً بينما كانت الإبل تسير بجانبه.
- كان يملك ورعاً كبيرًا، حيث تخلّى عن متاع الدنيا رغبةً فيما عند الله، وحظي ببيعة العديد من المسلمين له بعد وفاة أبيه، تضحيةً في سبيل حقن دماء المسلمين وإنهاء الفتنة بينهم.
- تظهر تواضعه في الكثير من الروايات، حيث روى أنه مر على مجموعة من الفقراء الذين كانوا يجمعون فتات الخبز من الأرض، فعزّمهم وشاركهم الطعام، وبعد ذلك دعاهم إلى منزله وأكرمهم بالمال والطعام، وكان يقول: “إن الله لا يحب المتكبرين”.
أقوال الحسن بن علي رضي الله عنه
تستند أقوال الحسن بن علي إلى الفهم العميق للعلم الذي تلقاه من جده رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أمه فاطمة الزهراء، ومن أبرز أقواله ما يلي:
- “هلاك المرء في ثلاث: الكبر والحرص والحسد، فالكبر يهلك الدين وبه لُعن إبليس، والحرص عدو النفس، ومن خلاله أُخرج آدم من الجنة، والحسد رائد السوء، ومنه قَتَل قابيل هابيل.”
- “مكارم الأخلاق عشر: صدق اللسان، وصدق البأس، وإعطاء السائل، وحسن الخلق، والمكافأة بالصنائع، وصلة الرحم، والترحم على الجار، ومعرفة الحق للصاحب، وقرى الضيف، ورأسهن الحياء.”
- “لا تخرج نفس ابن آدم من الدنيا إلا بحسرات ثلاث: أنه لم يشبع بما جمع، ولم يدرك ما أمل، ولم يحسن الزاد لما قدم عليه.”
- “تّقوا الله عباد الله، واجتهدوا في الطلب وتجنبوا الهروب، وبادروا بالعمل قبل مقطعات النقمات وهادم اللذات، فإن الدنيا لا يدوم نعيمها، ولا يؤمن فجيعها، ولا تُتوقّى مساويها، فعليكم بالعبر والاعتبار، واستفيدوا من المواعظ، وكفى بالله معيناً ونصيراً، وكفى بالكتاب حجةً وخصيمًا، وكفى بالجنت ثوابًا، وكفى بالنار عقابًا ووبالاً.”
كان الحسن بن علي رضي الله عنه من أعظم الشخصيات علمًا وحكمة، وشَبيهًا بجده محمد صلى الله عليه وسلم. ومن خلال هذا المقال، استعرضنا أبرز صفاته الشخصية والجسدية، بالإضافة إلى بعض من أقواله التي تركت أثرًا في نفوس المسلمين.
أحدث التعليقات