يُعتبر محمد الفاتح واحدًا من أبرز الشخصيات التاريخية وأكثرها نفوذًا على مر العصور، حيث انطوت شخصيته على مجموعة من الصفات المميزة التي جعلته رمزًا خالدًا. ومن أبرز هذه الصفات:
وُلِد محمد الفاتح (1431-1481 م) ابن السلطان مراد الثاني، الذي تولى حكم الدولة العثمانية عام 1451م. في صغره، كان محمد ولدًا مدللًا وكسولًا، لكنه بدأ في توجيه جهوده للدراسة بعد استقدام والده لمعلمين متميزين، من بينهم الشيخ أحمد بن إسماعيل الكوراني والشيخ آج شمس الدين.
حصل محمد الفاتح على تعليم مكثف في الدين، واللغات، والجغرافيا، والتاريخ، والمهارات المختلفة، وعلم الفلك، ليصبح فيما بعد خبيرًا في فنون الحرب وركوب الخيل. كان أيضًا بارعًا في الرياضيات والعلوم، حيث أتقن ست لغات بحلول سن الحادية والعشرين.
بعد وفاة والده السلطان مراد الثاني في 7 فبراير 1451م، تولى محمد الفاتح مقاليد الحكم ليصبح سلطان الدولة العثمانية. كان شابًا ملئ بالطاقة والشجاعة، وأغلب تفكيره كان متجهًا نحو فتح القسطنطينية، التي كانت تُعتبر عاصمة الإمبراطورية البيزنطية في ذلك الوقت.
حدد محمد الفاتح هدفه بالفتح العظيم، وكرّس جهوده لتحقيق ذلك، إلى حد أن محادثاته مع مرافقيه كانت تتركز حول هذا الموضوع فقط. بدأ بتحقيق حلمه من خلال السيطرة على مضيق البوسفور، وذلك لتأمين الطريق ومنع وصول الإمدادات من أوروبا.
ولتعزيز سلطته في المضيق، قام محمد الفاتح ببناء قلعة ضخمة على ضفاف البحر الأوروبي لمضيق البوسفور، واستغرق البناء ثلاثة أشهر. وعلى الطرف الآخر كانت قلعة الأناضول، مما يجعل العبور عبر المضيق دون إذن القوات العثمانية أمرًا مستحيلًا.
في هذه الأثناء، تمكّن مهندس عسكري بارع من تصميم مدفع جديد للدولة العثمانية بلغ وزنه 700 طن، وكانت قذيفته تزن حوالي 1500 كغ، وكان دوي هذا المدفع يُسمع من مسافات بعيدة. كانت ضخامته تتطلب سحبه بواسطة 100 ثور ومساعدة 100 رجل قوي.
بعد الانتهاء من استعداداته، قاد محمد الفاتح جيشًا قوامه 265 ألف مقاتل نحو القسطنطينية. حاصرت القوات العثمانية المدينة، وبدأت القذائف تتساقط على أسوارها ليلًا ونهارًا، حتى تحقق الحلم في فجر الثلاثاء 29 مايو 1453م، حيث استطاع الجيش العثماني اقتحام المدينة واحتلالها، ومنذ تلك اللحظة أُطلق عليه لقب السلطان محمد الفاتح.
أحدث التعليقات