تتسم الحياة في كوسوفو، الدولة الواقعة في جنوب شرق أوروبا والتي تعد جزءاً من منطقة البلقان، بتراث ثقافي وحضاري غني يعكس تاريخها الغني. وفيما يلي استعراض لبعض جوانب الحياة في كوسوفو:
تتداخل الثقافة الكوسوفية بشكل وثيق مع الثقافة الألبانية، إذ بذلت كوسوفو جهودًا كبيرة للحفاظ على هويتها الثقافية، حيث يشكل الألبان أكثر من 92% من سكان البلاد.
يُعرف الشعب الألباني، بما في ذلك الكوسوفيون، بقدرتهم العالية على التحمل، حيث يتميزون بالصمود في وجه التحديات، تمامًا كما هو الحال مع الأفغان. وعانوا على مر العصور من عمليات التطهير العرقي حتى حققوا استقلالهم. ويمتاز الشعب الكوسوفي بالأخلاق العالية والكرم، مما يجعله من أكثر الشعوب تميزاً في أوروبا.
تنتشر ثقافة المقاهي بشكل واسع في كوسوفو، وخصوصًا في العاصمة بريشتينا، حيث يعتبر التوجه إلى المقهى وتناول القهوة جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، مما ساهم في زيادة عدد المقاهي بشكل ملحوظ.
يتحدث الكوسوفيون اللغتين الألبانية والصربية كلغتين رسميتين في البلاد. وبفضل التنوع الثقافي، نجد أيضًا من يتحدث البوسنية والتركية والرومانية والكرواتية. بينما تُستخدم اللغة الألبانية في الكتابة الرسمية ووسائل الإعلام، يتحدث الناس باللهجة الكوسوفية المشتقة من الألبانية في التواصل اليومي.
يسود الإسلام الحياة الدينية في كوسوفو، حيث تشكل نسبة المسلمين حوالي 93%. وقد بدأ التواصل بين الألبان والدولة الإسلامية منذ دخول العثمانيين، بقيادة مراد الأول، إلى الإقليم.
بعد مغادرة العثمانيين، خضعت ألبانيا للاحتلال الإيطالي لفترة قصيرة. ومع انهيار الدولة العثمانية عقب الحرب العالمية الأولى في عام 1919، أضاف مؤتمر باريس مقاطعة كوسوفو، التي كانت مسلم بالكامل، إلى صربيا المسيحية. وفي ظل الاحتلال الألماني، أصبحت البلاد فيما بعد تحت نظام شيوعي قاسٍ بقيادة أنور خوجة، حيث اتجه الشباب نحو الإلحاد وقامت السلطات بهدم المساجد.
خلال فترة السيطرة الصربية، واصلت كوسوفو محاولاتها لتحقيق الاستقلال، ليس فقط لتحرير نفسها ولكن أيضًا كخطوة نحو توحيد الألبان. وبفضل التأثير المتبادل مع ألبانيا، حافظت كوسوفو على نسبة إسلامية كبيرة، مع وجود نسبة محدودة من المسيحيين والشيوعيين.
تُعرف كوسوفو بأسعارها المنخفضة للبضائع والخدمات الاستهلاكية، حيث يمكن للفرد أن يعيش بشكل مريح بمبلغ قدره 324 دولارًا شهريًا. كما تعتبر تكاليف الإيجار منخفضة نسبيًا، بحيث تصل إلى 275 دولارًا. ويشكل قطاع التعدين وبناء المواد من أهم جوانب الصناعة في البلاد، بالإضافة إلى وجود مطاعم ومقاهي بأسعار تناسب فئات مختلفة من المجتمع.
مع ذلك، تُعتبر كوسوفو من بين المناطق الأكثر فقرًا في أوروبا، حيث تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 37% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، وأكثر الفئات تضررًا من الفقر هم كبار السن الذين فقدوا وظائفهم. ورغم أن نصف مساحة كوسوفو أراضٍ زراعية، لا يحقق الناتج المحلي الاكتفاء الذاتي، في حين يُعزز قطاع الخدمات الوضع المالي للبلاد أكثر من غيره.
يُعد النظام السياسي في كوسوفو جمهوريًا، حيث تُشكل الحكومة انتقالية ومتعددة الأحزاب، مع وجود مجلس تشريعي واحد. تتولى فجوسا عثماني منصب رئيسة الدولة، بينما يشغل ألبين كورتي منصب رئيس الوزراء.
أحدث التعليقات