لم تكن شبه الجزيرة العربية في ذلك الوقت موحدة تحت حكومة أو منظومة سياسية منظمة، بل كانت تسود فيها قوة القبيلة، حيث يتولى شيخ القبيلة قيادة أفراده. لم تكن هناك قوانين أو أنظمة إدارية فعالة، بل كانت المعايير تستند إلى التقاليد والأعراف والمصالح الشخصية. كان هناك سبب رئيسي أعاق تشكيل دولة ذات نظام سياسي مستقل، حيث تعرض النظام السياسي لخطر جراء القوى الاستعمارية؛ إذ كانت المنطقة الشمالية خاضعة للإمبراطوريتين الفارسية والرومانية، بينما احتلت الأحباش المنطقة الجنوبية.
تأثرت شبه الجزيرة العربية بشكل كبير بالاستعمار، مما جعل من الصعب إقامة حكومة قوية. كانت حالة الضعف قائمة وسط العرب تحسبًا لأي غزو محتمل من القوى المحيطة بهم، بالإضافة إلى سيطرتها على بعض الأراضي في اليمن، وكذلك قبائل الغساسنة والحيرة. من جهة أخرى، كان لعالم الاجتماع ابن خلدون وجهة نظر أخرى تساهم في تفسير عدم قدرة العرب على تشكيل نظام سياسي قوي؛ حيث أشار إلى أن العوامل الاجتماعية والنفسية والثقافية كانت تمنعهم من الانقياد تحت سلطة معينة، إذ يعتقد ابن خلدون أن العرب يعتبرون من أكثر الأمم صعوبة في الانقياد بسبب طبيعتهم القاسية، وأن من الممكن أن يقودهم فقط من يعرف طبيعتهم وأسرارهم.
تمحورت الحياة السياسية في العصر الجاهلي حول نظام سياسي بسيط يتمثل في العناصر التالية:
عاش العرب في العصر الجاهلي حياة قبلية تسودها الغزوات والثارات والحروب، حيث كانت العصبية القبلية تدفعهم إلى إراقة الدماء واستمرار النزاعات لفترات طويلة ولأسباب غير منطقية، مثلما حدث في حرب داحس والغبراء وحرب البسوس. وكانت هذه الظروف تعيق نمو الحياة السياسية. عاشت القبائل البدوية في تلك الحقبة حياة التنقل في الصحراء بحثًا عن الماء والعشب، وعُرِفت الإبل بأنها وسيلة انتقالهم. كانت خيامهم هي مسكنهم في الصحراء، بينما كانت الأطعمة الأساسية تتكون من التمر والحليب.
أحدث التعليقات