الحياة السياسية في فترة الحكم الأموي

الحياة السياسية في العصر الأموي

تمثل الخلافة الأموية، أو دولة بني أمية، ثاني تجربة للخلافة الإسلامية، حيث كان نظامها قائمًا على الوراثة. عاصمتها دمشق، وأول خليفة فيها هو معاوية بن أبي سفيان. امتد حكمها من عام 41 هـ إلى 132 هـ وبلغت ذروة اتساعها في عهد الخليفة هشام بن عبد الملك، حيث شملت حدود الدولة الأموية الأراضي من أطراف الصين شرقًا إلى جنوب فرنسا غربًا، وانتهت بتاريخ 422 هـ في الأندلس.

مظاهر الحياة السياسية في العصر الأموي

بدأت الخلافة الأموية عند تولّي معاوية بن أبي سفيان الحكم عام 41 هـ، ويتمتع الجانب السياسي في هذا العصر بعدد من الخصائص، منها:

  • تميزت الخلافة في زمن الراشدين بالصبغة الدينية، بينما اتسم العصر الأموي بالوراثة.
  • سعى معاوية للحصول على الخلافة بنفسه، حيث انتزعها من أعمام النبي صلى الله عليه وسلم، متنازعًا في ذلك مع أبناء عمومته.
  • أظهر المسلمون أن معاوية نجح في الاستحواذ على الحكم بدهائه وسعة صدره.
  • اعتمد الأمويون على مبدأ التفرقة بين القبائل لتعزيز حكمهم، وشجعوا العصبية القبلية الجاهلية.
  • عامل الأمويون العرب بطرق تختلف عن تعاطيهم مع غير العرب في الدولة؛ حيث سيطر عليهم الشعور بالتمسك بالبداوة، مما أدى إلى وجود صراعاتهم المتمزة بالقسوة والاستبداد.
  • حيث أن أغلب سكان البصرة والكوفة لم يعاصروا الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يحصلوا على تعليمه بشكل مباشر، فقد زادت الخلافات القبلية والطائفية بينهم، ومع انتقال الخلافة إلى قريش وثقيف وهذيل وكنانة، بدأوا يتفاخرون بأنسابهم بعد أن ألغى الإسلام فكرة التفاضل القائم على النسب.
  • تجنب العرب في الدولة الأموية الانخراط في الأعمال السياسية رغم رغبتهم في ممارسة السلطة، إذ كانوا يرون في أنفسهم من حقهم السيادة.

الاضطرابات السياسية في العصر الأموي

شهد العصر الأموي عددًا من الفتن والثورات، معظمها كانت ناتجة عن الصراعات مع الخوارج أو الشيعة، حيث اعترض الحسين بن علي على تولي يزيد الخلافة ولم يبايعه، مما دفعه للخروج إلى العراق حيث بايعه أنصاره، إلا أن القوات اشتبكت في كربلاء، وسقط فيها نجل علي بن أبي طالب. تلت تلك الحادثة عدة ثورات شيعية، مثل ثورة التوابين وثورة المختار الثقفي، إلا أنها قُمعت دون التأثير الفوري على الحكم الأُموي لمدة تزيد عن نصف قرن، حتى انطلقت ثورة زيد بن علي.

عم الهدوء بين الخوارج في أواسط عهد عبد الملك وحتى بداية حكم يزيد. وكان من أبرز الولاة الأمويين المعروفين بقمع الاحتجاجات الحجاج بن يوسف الثقفي في الكوفة، والذي اعتُبر من الخصوم الألداء للدولة الأموية في الشام. وفي النهاية، تفككت الدولة الأموية نتيجة للمطالبين بحق آل البيت في الخلافة، حيث أُثيرت الدعوات لعائلة العباس بن عبد المطلب، ونتيجة لذلك، تطورت الحركات العباسية بهدوء واستغلت الضغوط الاقتصادية لبدء ثورة نهائية ضد الدولة الأموية، مستفيدة من التمييز الطبقي والعنصري الذي مورس تجاه غير العرب، لا سيما بين الفلاحين والعمال.

مكانة الشعر السياسي في العصر الأموي

توزع الشعراء في العصر الأموي حسب الميول السياسية التي دعموها، ومن بينها:

  • شعراء العلويين: كان هناك عدد منهم الكثير ولكن بعضهم كانوا يتخفون خوفًا من بطش الأمويين، في حين أن بعض الشعراء نالوا دعم الخلفاء مثل الفرزدق، بينما أقام آخرون توازنًا بين مدحهم للعلويين والأمويين مثل أيمن بن خريم والكميت بن زيد. تميز شعرهم بالرقة والعاطفة تجاه ما عاناه آل البيت.
  • شعراء الزبيريين: كانوا قليلين ومتقلبين، من أبرزهم أبو وجزة السعدي وعبيد الله بن قيس الرقيات.
  • شعراء الخوارج: تميز هؤلاء بالشجاعة في القتال والالتزام بمبادئهم، حيث لم يتجهوا لتأييد الخلفاء الأمويين، وكان شعرهم عميقًا من حيث اللغة والتركيب، ومن أشهرهم الطرمّاح بن حكيم.
  • شعراء الأمويين: شكلوا العدد الأكبر نظرًا لتأييدهم السهل للخليفة وكونهم يستفيدون من أشعارهم بشكل ملحوظ، وقد آمنوا بالعصبية القرشية منذ البداية.

الخطابة السياسية في العصر الأموي

وُضعت الخطابة في العصر الأموي في مكانة مرموقة، حيث كانت تعتبر وسيلة تعليمية في السلم والحرب. رافقت الخطابة الأمراء في الفتوحات، حيث عكست الأفراح والأتراح الاجتماعية، وغدت الخطابة السياسية عنصرًا ثقافيًا أساسيًا، حيث حظيت باهتمام كبير من العامة والخاصة على حد سواء، وبهذا نالت تلك الفنون الأدبية إعجاب الجميع.

Published
Categorized as معلومات عامة