الحياة الاقتصادية في العصر العباسي
تعتبر بغداد خلال العصر العباسي العاصمة الاقتصادية للعالم بأسره، حيث كان الخلفاء يقومون بتحصيل الإيرادات عبر مجموعة متنوعة من الوسائل، بما في ذلك فرض الضرائب والغزوات العسكرية، لا سيما تلك التي استهدفت الإمبراطورية البيزنطية. لعبت التجارة دورًا محوريًا جدًا في تعزيز الإمبراطورية ونمو عدد السكان، حيث كانت أسواق بغداد تقدم مجموعة واسعة من البضائع المستوردة من دول مثل الصين، وأوروبا، وأفريقيا، وروسيا. من أبرز ما يميز المدينة هو تنظيمها الذي منح كل شارع حرفة معينة، مما أدى إلى تفاعل فعّال بين المشترين والبائعين. وقد احتلت بغداد مراكز ريادية في غرب الصين، حيث انتشرت صناعة الورق وأسواقها، فضلاً عن كونها مركزاً حيوياً لمجموعة من المؤسسات المالية الحديثة مثل البنوك، وشبكات الشيكات، والأسواق التي كانت تتخصص في صرف العملات.
العوامل المساهمة في النمو الاقتصادي خلال العصر العباسي
إليكم أبرز العوامل التي ساهمت في ذلك:
- زيادة المعروض النقدي.
- تنفيذ عمليات تطويرية متقدمة من خلال تعزيز العرض والتدوير، وذلك بإنشاء نظام ضريبي مخصص للمؤسسات المالية.
- تأسيس مؤسسات قانونية لدعم حقوق الملكية، مما ساهم في النمو الناتج عن زيادة السكان واستيراد العبيد.
- تعزيز الأنشطة التصنيعية التي أدت إلى تقسيم العمل.
- ازدياد حركة التجارة والأسواق، وتبني أساليب التجارة الإسلامية التي تمثلت في التجارة الإقليمية والدولية، بما في ذلك حركة البضائع بين المسلمين وغيرهم إلى ومن الأراضي التي كانت تحت الحكم الإسلامي عبر الطرق البرية والبحرية.
المبادرات العباسية لتحسين الاقتصاد
وفيما يلي أبرز الإجراءات التي اتخذها العباسيون:
- مراقبة الأحداث التي كانت تحدث عن كثب في بلاد فارس وبلاد ما بين النهرين.
- التأثير على الإمبراطورية بشكل دولي من خلال التأكيد على عضوية المؤمنين داخل الدولة بغض النظر عن الانتماء القومي، وهو ما تحقق بدعم المتحولين الفرس.
- الاستفادة من التقاليد الفارسية في نظام الحكم، والمعروفة بـ”السانيسية”.
- دعم التجارة والصناعة إلى جانب الفنون والعلوم، خاصة خلال عهود الخلفاء المنصور وهارون الرشيد والمأمون، حيث شهدت الخلافة ازدهاراً ملحوظاً في الفترة بين 750 و833.
- قام العباسيون بتأسيس مدينة بغداد عام 762م، لتصبح مركزًا رئيسيًا للعلم والتعليم، وذلك بفضل عدة عوامل، منها:
- موقع بغداد المركزي الذي يربط بين أوروبا وآسيا، مما جعلها نقطة محورية للتجارة وتبادل الأفكار.
- جهود العلماء في بغداد لترجمة النصوص اليونانية، مما أدى إلى عدة اكتشافات علمية، لذا يُطلق على الفترة الممتدة من القرن السابع حتى القرن الثالث عشر “العصر الذهبي للإسلام”.
أحدث التعليقات