أشار بعض العلماء إلى الحكمة من تحذير المُضحّي من أخذ أي شيءٍ من شعره أو أظافره. فقد ذكر الإمام النووي -رحمه الله- في شرحه لصحيح مسلم أن الحكمة من هذا النهي تكمن في الحفاظ على جميع أجزاء جسم الإنسان، لتكون جميعها مُعتَقة من النار. كما قال التوربشي: إن المُضحّي يضحّي بأُضحيته كفداءٍ لنفسه من العذاب، مُعتبرًا نفسه مستحقةً للعقاب. فإذ أن القتل غير مسموح به، فإن المُضحّي يجعَل من أُضحيته فداءً، حيث يصبح كل جزءٍ منها فداءً لكل جزءٍ منه. ولذلك، يُنهى عن الأخذ من الشعر والأظافر حتى لا يفقد جزءًا من نفسه عند نزول الرحمة وإشراق النور الرباني الذي يمنح له الفضائل ويُبعد عنه الرذائل.
شرع الله -تعالى- الأضحية لأسباب متعددة، منها:
اختلف العلماء في حكم الأضحية، حيث يرى جمهور الشافعية والحنابلة، بالإضافة إلى الرأي الراجح للإمام مالك، أنها سنة مؤكدة عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم-. بينما يرى أبو حنيفة -رحمه الله- أن الأضحية واجبة على المسلم، وهو نفس رأي الليث والأوزاعي والثوري. ومع ذلك، يُعتبر رأي الجمهور هو الراجح وذلك للأدلة العديدة، منها أن عمر بن الخطاب وأبو بكر الصديق -رضي الله عنهما- قد تركا الأضحية في بعض السنوات خشية أن يعتقد الناس بوجوبها عليهم.
أحدث التعليقات