يتفق علماء اللغة على وجود الحقيقة في القرآن الكريم، وهذا بعدما تم اجماعهم على هذا الموضوع دون أي اختلاف. ومن بين هؤلاء العلماء يأتي السيوطي والزركشي. ويُمكننا تقديم بعض الأمثلة التي تُعبر عن الحقيقة في القرآن على النحو التالي:
يرى الجمهور من العلماء أن الله سبحانه وتعالى قد خاطب عباده في القرآن الكريم بالمجاز، بينما يرفض بعض أهل الظاهر هذا الرأي، حيث يعتبرون أن المجاز يعني عدم القدرة على إيجاد الكلمة المناسبة. ويعزون ذلك إلى اعتبار أن المجاز لا يُعبر عن المعنى الحقيقي، وأن القرآن يجب أن يكون محفوظًا من التباس المعاني. ومع ذلك، يؤكد جمهور العلماء على وجود المجاز في القرآن، استنادًا إلى أن القرآن قد نزل بلغة العرب الذين يستخدمون المجاز بكثرة. وفيما يلي بعض الآيات التي تتضمن المجاز:
يمكن تقسيم الألفاظ بحسب معانيها إلى نوعين: الحقيقة والمجاز. وفيما يلي توضيح كل منهما:
الحقيقة، المشتقة من الحق، تشير إلى الثبات. أما في الاصطلاح، فهي تعني استخدام الكلمة بمعناها الذي وُضعت له في التخاطب. وتنقسم الحقيقة إلى ثلاثة أنواع كما يلي:
ومن المهم الإشارة إلى أن الحقيقة، بمختلف أنواعها، تتمتع بمصداقيتها ولا تتغير معانيها. فإذا تم استخدام اللفظ بمعناه الحقيقي، فإنه يحدد معناه بشكل دقيق، سواء كان عامًا أو خاصًا، وقد يدل على الطلب في حالة الصيغة الأمرية، أو على الامتناع في حالة النهي.
المجاز، الذي يعني التجاوز، هو مصطلح يُستخدم لوصف الألفاظ المستعملة في معاني غير المعاني التقليدية المعروفة لها. ويحدث ذلك نتيجة وجود قرينة تحول دون المعنى الحقيقي، مما يستحيل معه أن يكون المعنى المقصود مطابقًا للتعريف الحقيقي. على سبيل المثال، يمكننا وصف شخص ما بأنه أسد، مثل قولنا: “رأيتُ أسدًا يعِظ الناس”، حيث يتضح أن “أسد” هنا تشير إلى رجل يتميز بالشجاعة، وليس الحيوان ذاته. ومن الجدير بالذكر أن استخدام المجاز لا يكون إلا حين يصبح المعنى الحقيقي غير ممكن، حيث يُعتبر الأصل هو الحقيقة، وتُبذل الجهود أولاً للعثور على المعنى الحقيقي، وفي حال تعذر ذلك، يمكن الانتقال إلى استخدام المجاز. وبهذا الخصوص، يؤكد بعض العلماء أن المجاز لا يُعتبر من الضرورات، بل هو وسيلة تعبيرية عن المعنى، وقد يتفوق في بعض الحالات على الحقيقة في تأثيره، مما يجعله شائعًا في الأدب البليغ.
أحدث التعليقات