الحديث النادر: دراسة في الأحاديث الغير شائعة في التراث الإسلامي

الحديث الغريب

يعني مصطلح “الغريب” في اللغة ما يشير إلى الانفراد أو البعد عن الأقارب. وفي السياق الاصطلاحي، يُعرف الحديث الغريب بأنه الحديث الذي يُفرد بروايته راوٍ واحد فقط، ويمكن أن يحدث ذلك في أي طبقة من طبقات السند أو في طبقة معينة. وقد أطلق بعض العلماء على هذا النوع من الحديث اسم “الفرد” من باب الترادف.

أنواع الحديث الغريب

يتم تصنيف الحديث الغريب من حيث تفرّده إلى عدة وجوه، ومن أبرزها:

  • التفرّد المطلق: وهو الحالة التي ينفرد فيها الراوي برواية الحديث في طبقة معينة من السند، دون أن يشاركه أحدٌ في روايته، مما يجعل هذا الحديث غير معروف عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا من خلال راوٍ واحد.
  • التفرد النسبي: يحدث عندما ينفرد راوٍ برواية حديث عن شيخه، ولكنه الراوي الوحيد الذي قام برواية هذا الحديث عن شيخه بغض النظر عن وجود شهود آخرين على روايات متعددة للحديث نفسه. على الرغم من أن عددًا من الرواة قد تتلمذوا على يد الشيخ، إلا أن هذا الحديث لم يروه إلا راوٍ واحد.

مصنفات متعلقة بعلم غريب الحديث

قدم علماء الحديث العديد من المصنفات المتعلقة بغريب الحديث، ومن الكتب التي بقيت حتى عصرنا هذا: “كتاب غريب الحديث” لأبي عبد القاسم بن سلام، و”غريب الحديث” لابن قتيبة، وتلاه مؤلفون مثل أبي إسحاق الحربي وأبي سليمان البستي. كما كتب العديد من المختصين بعد ذلك، وكان من أحدث كتب هذا المجال “النهاية في غريب الحديث” لابن الأثير. بالإضافة إلى ذلك، هناك مؤلفات أخرى جاءت في إطار التهذيب والتعقيب على أعمال من سبقهم، مثل الحسن الأصفهاني في رده على أبي عبيد في غريب الحديث. كما يوجد من اختص في مجال غريب الحديث في مصنفات خاصة، مثل “غريب المسند” لغلام ثعلب، و”غريب الصحيحين” لابن أبي نصر الحميدي، و”غريب الموطأ” لأصبغ بن الفرج.

Published
Categorized as إسلاميات