الجوانب النفسية وراء سلوك التدخين

الأبعاد النفسية لظاهرة التدخين

عندما يقوم الفرد بالتدخين، يصل النيكوتين إلى مراكز الدماغ خلال فترة زمنية تقارب 10 ثوانٍ. في البداية، يسهم هذا الارتفاع في مستويات النيكوتين في تحسين المزاج والتركيز، بينما يقلل من مشاعر التوتر والعصبية. كما يعمل على إرخاء الأعصاب وتقليل الشهية للطعام. لكن، إن الاستهلاك المنتظم للنيكوتين يُحدث تغييرات في الدماغ، مما يؤدي إلى ظهور أعراض انسحابية عند تراجع مستويات النيكوتين في الجسم، والتي تشمل:

  1. الصداع.
  2. العصبية.
  3. القلق والتوتر.
  4. الانزعاج.
  5. التعب والإرهاق.

تستمر هذه الدورة في تحفيز الأفراد على التدخين للحفاظ على مستويات النيكوتين ضمن الحدود المعهودة، وذلك بناءً على كمية النيكوتين المستهلكة يوميًا، مما يسلط الضوء على التقلبات التي تطرأ على مستويات النيكوتين لدى المدخنين خلال اليوم.

العلاقة بين التدخين والقلق

يمتدح بعض الأشخاص السجائر كوسيلة لتخفيف مشاعر القلق والتوتر. إلا أن الدراسات أظهرت أن التدخين في الواقع يزيد من مستويات التوتر والقلق. على الرغم من أن التأثير الأولي لاستهلاك النيكوتين يبعث على الاسترخاء، إلا أن هذا الإحساس هو شعور مؤقت. ومع تراجع مستويات النيكوتين في الجسم، تعود مشاعر القلق والتوتر للظهور مما يحفز المدخنين على التدخين مجددًا لتخفيف هذه الأعراض.

هل يُسهم الإقلاع عن التدخين في تحسين الصحة النفسية؟

على الرغم من استخدام الدخان لزيادة التركيز والتقليل من مشاعر القلق، فإنه يوجد اعتقاد شائع بأن نسبة نجاح الإقلاع عن التدخين ضعيفة مما يقلل من إرادة المحاولة. لكن، يمكن أن يعود ترك التدخين بالعديد من الفوائد على الصحة النفسية والقدرات العقلية. فقد أظهرت إحدى الدراسات التي قارنت المدخنين السابقين بالأشخاص غير المدخنين النتائج التالية:

  1. تبيّن أن الأشخاص المدخنين يُظهرون خصائص تشير إلى تعرضهم لمشكلات نفسية أكثر مقارنة بأقرانهم غير المدخنين.
  2. كما أظهرت الدراسة أن المتوقفين عن التدخين حققوا نتائج مشابهة لغير المدخنين في مجال الصحة النفسية، مما يدل على تحسن واضح بعد الإقلاع.
  3. علاوةً على ذلك، أظهرت الدراسة قدرة الأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين على تملك إرادة قوية وقدرات ذهنية، وذلك بفضل تخطيهم لإدمان التدخين وتجنب العودة إليه.

نصائح للإقلاع عن التدخين

يمكن أن تكون رحلة الإقلاع عن التدخين طويلة وتحتاج إلى الالتزام والانضباط، لكن النصائح التالية قد تساعد في تخفيف التحديات التي قد تواجهها أثناء هذه العملية:

  1. تذكر أن الإقلاع عن التدخين يعود بالنفع على صحتك وصحة المحيطين بك، حيث تحميهم من أضرار التدخين الثانوي والسموم الموجودة في الدخان المنبعث في الأماكن المغلقة.
  2. استشر طبيبك حول البرامج المختصة بالإقلاع عن التدخين لتعلم مهارات وطرق تُسهل هذه العملية، بالإضافة إلى وصف الأدوية المُساعدة عند الحاجة.
  3. قم ببناء دائرة دعم تتمثل بأشخاص يشجعونك على الإقلاع، وابتعد عن المدخنين الذين قد يشجعونك على العودة إلى هذه العادة.
  4. تجنب الأماكن أو الأنشطة ذات الصلة بالتدخين لتقليل الرغبة في ممارسة هذه العادة.
  5. إذا واجهت فشلًا أثناء محاولتك الإقلاع عن التدخين، لا تستسلم، وحاول مرة أخرى حتى تصل إلى هدفك في الإقلاع.
Published
Categorized as معلومات عامة