يمثل الأسبوع السابع عشر فترة تمتد لأربعة أشهر وأسبوع من الحمل، حيث يتخذ الجنين الآن وضعية طبيعية، بحيث يكون جسده مثنيًا عند القدمين والكوعين. في هذه المرحلة، يبدأ جسمه في الزيادة في الحجم ليتناسب مع حجم رأسه الذي كان كبيرًا نسبيًا مقارنة ببقية الجسم. من المتوقع أن يصل وزن الجنين في هذا الأسبوع إلى حوالي 179 غرامًا أو أكثر قليلًا، بينما يبلغ طوله من الرأس إلى الردف 13.5 سنتيمترًا، ومن الرأس إلى الكعب 19.6 سنتيمترًا. فيما يلي أبرز التغيرات والتطورات التي تطرأ على الجنين خلال هذا الأسبوع:
يبدأ هذا الأسبوع في تكوين الدهون البنية (بالإنجليزية: Brown fat)، والتي تمثل طبقة دهنية تساعد الجنين على الحفاظ على درجة حرارته بعد الولادة. كما يتطور النسيج الدهني تحت الجلد، مما يعزز من قدرة الجنين على اكتساب الوزن وتحديد معالم جسده. وسيستمر تكوين المزيد من الطبقات الدهنية في مراحل الحمل التالية.
في هذه المرحلة، يبدأ الجنين في تطوير ردود الفعل التي تساعده على البقاء بعد الولادة، حيث يتعلم مص إصبعه وابتلاع السوائل، وهي مهارات يحتاجها سريعًا ليتمكن من الرضاعة بعد ولادته.
خلال مراحل الحمل المبكرة، كانت المشيمة تنمو بمعدل أكبر بكثير مقارنة بنمو الجنين، لكن الآن سيصبح الجنين أكبر حجماً من المشيمة. ومع أن الجنين يملك مستويات مرتفعة نسبيًا من هرمون النمو، فإن هذا الهرمون قد لا يلعب دورًا كبيرًا خلال الحمل، حيث يعتمد نمو الجنين على الإنسولين وعوامل النمو المرتبطة به، التي تنظم استخدام المواد الغذائية التي تصل المشيمة لتزويده بالطاقة اللازمة. تجدر الإشارة إلى أن المشيمة تصل إلى أقصى سمك لها في هذا الأسبوع، وستستمر في النمو ولكن بمعدل أبطأ قد يؤثر على قوتها. بالنسبة للحبل السري، فإنه يمكن أن يكون الآن أسمك وأقوى.
تكون بشرة الجنين في هذه المرحلة ناعمة جداً لكنها مجعدة، في حين أن باطن أصابع قدميه يكون خاليًا من التجاعيد. لا يزال جلده شفافًا، مما يسمح برؤية الأوعية الدموية عند إجراء التصوير. هذه الأوعية قد انتشرت تقريبًا في جميع أنحاء جسده لتزويده بالمغذيات الضرورية لنموه. ومن المهم أن نلاحظ أنه مع انتهاء الحمل، سيكتسب الجنين وزنًا يمتلئ به تجاعيد جلده، مما يُخفيها جزئيًّا.
مع استمرار نمو رئتي الجنين، تكتمل عملية تفرع الممرات الهوائية في هذه المرحلة، والتي تتضمن القصبة الهوائية التي تتفرع إلى شُعبتين هوائيتين، تتفرع كل منهما إلى فروع أصغر تعرف بالشُّعيبات الهوائية. تستمر عملية تشكيل هذه الشعيبات حتى الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل، وهي القادرة على استيعاب الحويصلات الهوائية التي لم تتكون بعد. تجدر الإشارة إلى أن الحويصلات الهوائية تتكون من جدار رقيق يتيح تبادل الغازات بين الهواء الداخل والدم المحيط بها في الأوعية الدموية. على الرغم من أن الشعيبات الهوائية تمتلك قدرة محدودة على تبادل الغازات، إلا أن الرئتين لن تصبح فعالة بشكل كامل إلا عند اكتمال تكوّن الحويصلات الهوائية. على العموم، تبدأ رئتي الجنين في هذا الأسبوع بالاستعداد لاستقبال الأكسجين.
تشمل التغيرات الأخرى التي يمر بها الجنين في الأسبوع السابع عشر ما يلي:
تسمى حركة الجنين في المراحل الأولى بالارتكاض (بالإنجليزية: Quickening)، وعلى الرغم من كون الجنين نشيطًا جداً الآن، قد لا تؤدي حجمه الصغير إلى شعور الحامل بحركته، وإذا كانت هناك ملاحظة، ستشبه الحركة رفرفة أو فقاعات في أسفل البطن، وقد لا تدركها بعض النساء اللاتي يحملن لأول مرة. من الجدير بالذكر أن حركة الجنين أحيانًا قد تكون استجابةً لصوت مرتفع، أو نتيجة الفواق (بالإنجليزية: Hiccup). عادةً ما تبدأ الحامل في الشعور بحركة جنينها من الأسابيع 18 إلى 20 من الحمل، حيث تصبح حركته أوضح وأسهل في الإدراك مع تقدم فترة الحمل.
أحدث التعليقات