الجمع والقصر في المذهب الحنفي
حكم القصر في المذهب الحنفي
يعتبر قصر الصلاة الرباعية واجبًا في حالة السفر وفقًا للمذهب الحنفي، لكنه ليس فرضًا، مما يعني أنه يأتي في مرتبة أقل من الفرض. ويعني الوجوب أنه ليس للمسافر الخيار في أداء الصلاة أو تركها، فهو في منزلة تساوي السنة المؤكدة. وبذلك، فإن إتمام الصلاة الرباعية أثناء السفر يُعتبر مكروهًا؛ إذا أتمها المسافر، فتصح صلاته مع وجود الكراهة، بشرط أن يجلس في الجلوس الأول بعد الركعتين الأوليين. أما السبب وراء الكراهة فهو تأخير السلام الواجب عن وقتها، حيث أن القصر واجب، ويتعيّن السلام بعد الركعتين. إذا أتم المسافر أربع ركعات ولم يجلس في الركعة الثانية، فإن صلاته تُعد باطلة وغير صحيحة، لأن الجلوس الأول يُعتبر فرضًا مثل الجلوس الأخير.
حكم الجمع في المذهب الحنفي
يسمح المذهب الحنفي بجمع الصلوات فقط خلال فترة الحج، ولا يُعتبر الجمع جائزًا لأي سبب آخر. وقد وضع الحنفية شروطًا تقتضي توافرها لجواز الجمع في الحج، ولا يصح الجمع إلا بتوافر جميع هذه الشروط.
شروط صحة القصر في المذهب الحنفي
توجد شروط خاصة لقصر الصلاة في المذهب الحنفي، ولا يُقبل القصر إلا إذا توفرت جميعها، وهي كالتالي:
- أن تكون مسافة السفر تعادل مسير ثلاثة أيام ولياليهن بسرعتها المعتادة، وقد حُدّدت هذه المسافة بثلاث مراحل، ما يُقارب 120 كيلو مترًا تقريبًا. إذا كانت المسافة أقل من ذلك، فلا يُسمح بالقصر.
- يجب أن ينوي المسافر السفر، ويشترط لصحة النية أن يكون المسافر مستقلًا بحكمه ونيته، لذا فإن المرأة مع زوجها أو الجندي مع قائدهم لا يُعتبرون مستقلين، ويجب أن يكون المسافر بالغًا، وألا تقل مدة سفره عن ثلاثة أيام.
- لا يجوز القصر قبل بدء السفر، حيث تبدأ مدة السفر بعد تجاوز الأبنية والبيوت والمناطق المرتبطة بها مثل الساحات والمقابر، بينما تُعتبر البساتين خارج نطاق مكان الإقامة.
- لا يحق للمسافر أن يقتدي بمقيم في صلاته، فإذا فعل ذلك، فلا يُسمح له بقصر الصلاة التي اقتدى فيها.
متى ينتهي وقت القصر في المذهب الحنفي؟
ينتهي وقت قصر الصلاة عند الحنفية في حال حدوث أي من الأمور التالية:
- عند عودة المسافر إلى وطنه.
- إذا نوى المسافر الإقامة في البلد الذي سافر إليه لمدة خمسة عشر يومًا أو أكثر، فيكون له حكم المقيم ولا يُجري القصر عندئذٍ، بينما إذا لم ينوي الإقامة، يجوز له أن يقصر مهما طالت مدة سفره.
- إذا قرر المسافر الرجوع إلى وطنه.
- عندما يمر المسافر بوطنه الأصلي، أي المكان الذي وُلِد وعاش فيه، حتى لو لم ينوِ الإقامة.
شروط صحة الجمع في المذهب الحنفي
تشترط صحة الجمع في المذهب الحنفي أن يُجمع بين الصلاتين في مناسبتين فقط، خلال الحج، مع الالتزام بشروط معينة، وتستعرض الحالة كالتالي:
الحالة الأولى
سمح الحنفية بجمع الظهر والعصر أثناء الحج، فقط بجمع تقديم، بمعنى أن يكون الجمع في وقت صلاة الظهر، مع وجود شروط لذلك وهي:
- أن يكون يوم عرفة.
- أن يكون المصلي مُحرِمًا بالحج.
- أن يُصلي جماعة خلف إمام المسلمين أو من ينوب عنه.
- يجب أن تكون صلاة الظهر صحيحة، وفي حال كانت غير صحيحة، يجب إعادتها، ولا يحق في هذه الحالة جمعها مع العصر، بل عليه الصلاة العصر عند دخول وقتها.
الحالة الثانية
أجاز الحنفية جمع صلاتي المغرب والعشاء في الحج، ولكن فقط بجمع تأخير، بشرط أن يكون الجمع في مزدلفة، وأن يكون المصلي مُحرِمًا بالحج.
أحدث التعليقات