تعريف الثقة بالنفس

تُعَد الثقة بالنفس شعوراً داخلياً يُمكّن الأفراد من الإيمان بقدراتهم وقدرتهم على مواجهة التحديات والصعوبات التي تواجههم في حياتهم بشكل واقعي، دون الشعور بالقلق أو التوتر. إذ تنبع هذه الثقة من الداخل بعيداً عن تأثيرات المحيط الخارجي.

الثقة بالنفس وفقاً للرؤية الإسلامية

يستمد المسلم ثقته بنفسه من إيمانه بالله عز وجل، ومن مظاهر هذه الثقة ما يلي:

• الثقة في استجابة الدعاء: يُعَد الدعاء وسيلة قوية لزيادة الثقة بالنفس، فحين يدعو الشخص بصدق ويملك اليقين في استجابة الله، تكون هذه هي الثقة الحقيقية. قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنْي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾. فالله قريب من عباده ويُعزز الثقة بالنفس ويمنح الخيرات.
• الثقة في تفريج الكربات: الله عز وجل هو القادر على تخفيف الهموم عن المؤمن، ومن يثق بأن الله هو الذي يدبر أموره، تزداد ثقته بنفسه، إذ يتأكد من أن الله هو المتحكم في كل شيء ولا يتوقف عند الأساليب البشرية.
• الثقة في الرزق: الله هو الرزاق القادر على تلبية احتياجات عباده، وعندما يأمر بشيء، فإنه يحدث دون تأخير. لذلك، ينبغي على المسلم أن يكون واعياً بالأسباب المتاحة ويؤمن بأن رزقه مكتوب ومضمون، ولن ينقص أو يزيد.
• الثقة في النصر: الله هو من ينصر عباده، ومن يسعى لنصرة الدين والرسالة، فهو حق على الله أن يُعينه. وقد وعد الله المنصورين بأحسن الجزاء، مما يُزيد من درجة الثقة بالنفس.
• الثقة في مواعيد الله: إن وعود الله لعباده صادقة، فقد وعد الله المؤمنين بالجزاء الصالح، مما يُسهم في ترسيخ الثقة بالنفس لدى المسلم في ظل هذه الوعود.

تتلخص الثقة بالنفس في الإسلام في الإيمان العميق بالله والصبر والاحتساب، إذ إن الله هو الحق ووعده حق، مما يمنح المسلم الثقة بنفسه التي لا يمكن لأحد أن يُزعزعها.

الثقة المطلقة تكون في الله

يجب على المسلم أن يضع ثقته الكاملة في الله -تعالى- كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فلا تَكِلني إلى نَفسِي طرفةَ عينٍ). ينبغي على المسلم أن يكون حذراً من نفسه، وألا يثق بها ثقة مطلقة، بل يلتفت إلى الله عز وجل، لأنه الكامل بينما الإنسان قد يخطئ أو يتأنى. فمن أودع ثقته بالله فقد كفاه وأحاطه برعايته، مما يجعله مطمئناً وقوياً وهادئ البال.