تتطور شخصية الفرد وتنمو في إطار الثقافة المجتمعية التي ينتمي إليها، مما يمكنه من اكتساب مقومات فكرية وسلوكية تسهم في تكيّفه مع محيطه الاجتماعي وبناء علاقات فعّالة مع الآخرين. لا شك أن الثقافة تلعب دورًا محوريًا في تشكيل جوانب شخصية الفرد، وذلك من خلال الأهداف والاهتمامات المشتركة. في هذه المقالة، سنستعرض تأثير الثقافة على شخصية الفرد.
تعتمد الشخصية بشكل أساسي على المخ والعمليات العصبية، بينما تستند الثقافة إلى تفاعل الأدمغة التي تشكل المجتمع. عندما تتلاشى هذه الأدمغة، تظهر أفكار جديدة من أفراد مختلفين. ثقافة المجتمع تستمر ولا تنقرض بموت الفرد؛ مما يعني أن الثقافة تؤثر بشكل مباشر على تكوين شخصية الأفراد، ومن ثم على تشكيل المجتمع ككل. إليكم بعض النقاط التي توضح تأثير الثقافة في بناء الشخصية:
تتأثر شخصية الفرد بالأبعاد الثقافية السائدة في المجتمع، حيث إن العلاقة بينهما هي علاقة تكاملية تُظهر التأثير المتبادل. وبذلك، يصعب الحكم ما إذا كانت الثقافة نتاجًا عن الشخصية أم العكس، إذ تلعب كل منهما دورًا مهمًا في تشكيل الأخرى. توفر الثقافة الموارد الأساسية التي تساعد الفرد على بناء حياته، كما أن الشخصية لا تُبنى فقط على الصفات النفسية بل تعتمد أيضًا على تفاعل الجينات البيولوجية والقدرات النفسية مع الثقافة المحيطة. لذا يمكن تلخيص تأثير الثقافة على شخصية الفرد في أربعة مجالات رئيسية:
أحدث التعليقات