يُعتبر العصر المملوكي من الفترات البارزة في التاريخ الإسلامي، حيث نجحت الدولة في توسيع نفوذها من مصر إلى بلاد الشام في الشمال الشرقي، وكذلك إلى الحجاز واليمن في الجنوب. وقد شهدت الحياة الثقافية في هذه الحقبة تطورات ملحوظة على جميع الأصعدة. ومن أبرز السمات الثقافية في هذا العصر نجد:
كان للمماليك اهتمام خاص بمجموعة من العلوم، من أهمها:
طغت ملامح التعليم الديني على العصر المملوكي، حيث اعتنى العلماء بحفظ القرآن والأحاديث النبوية. وقد شهدت هذه الفترة إنتاج مؤلفات متعددة في مجالات التفسير والشرح، منها المختصرات والمطولات، وبرز العديد من العلماء في هذين المضمارين مثل ابن الجزري والدمياطي.
أولى المؤرخون في العصر المملوكي عناية كبيرة لدراسة التاريخ بشتى جوانبه، من التأريخ العام للدولة الإسلامية إلى السير والتراجم للأعلام البارزين. ومن بين المؤرخين المعروفين في هذا العصر: ابن خلدون والقلقشندي.
أنشأ المماليك مؤلفات مهمة في مجالات الحرب والفروسية، نظراً لخبرتهم في هذه المجالات. وتناولت مؤلفاتهم استراتيجيات الرمي واختيار الخيل والتعامل معها. ومن أبرز شخصياتهم في هذا المجال: طيبغا الأشرفي وأرنبغا الزردكاش.
رغم ظهور عدد من الفلاسفة في العصر المملوكي، إلا أنهم واجهوا اضطهادًا وقتلًا، حيث اعتبر المماليك الفلسفة بدعةً وقد يعيق زيادة وعي الناس لسلطتهم. ومن بين أبرز فلاسفة هذا العصر: التفتازاني وشمس الدين الكرماني.
ظهر العديد من العلماء البارزين في مجالات اللغة والنحو، مثل ابن حجر العسقلاني في اللغة وابن عقيل في النحو.
رغم وجود شعراء في العصر المملوكي، إلا أن شعرهم كان يفتقر إلى الموضوعية والجودة، وذلك نتيجة للتأثيرات السياسية السلبية وانعدام الأمن والاستقرار، فضلًا عن وجود فئة من الشعراء غير الناطقين بالعربية الفصحى.
شهد العصر المملوكي ظهور العديد من الموسوعات الكبرى في مجالات الأدب والفقه والعلوم والتاريخ والنحو وعلم الحديث، ومن أبرزها:
برز في العصر المملوكي العديد من العلماء غير العرب، ومن أبرزهم:
المؤرخ أبو بكر بن عبد الله بن أيبك الدواداري، الذي يعود أصله إلى السلاجقة، يُعتبر من المؤرخين القلائل الذين كانوا على اتصال مباشر بكبار رجال دولة المماليك.
المؤرخ زين الدين محمد بن أحمد بن إياس، الذي يمتلك أصولًا شركسية، وقد عُرف بدراساته في التاريخ والجغرافيا، مركّزًا على توثيق أحداث تاريخ مصر.
يُعتبر المؤرخ والأديب غرس الدين خليل بن شاهين الظاهري، الذي يعود أصله إلى المماليك، كاتبًا في مجالات الفقه والتفسير والتاريخ والإنشاء.
أحدث التعليقات