التهاب النخاع الشوكي: الأعراض وسبل العلاج

يعتبر التهاب النخاع الشوكي، المعروف أيضًا بالتهاب النخاع المستعرض، اضطرابًا عصبيًا يحدث نتيجة التهاب في أجزاء محددة من الحبل الشوكي. يؤدي هذا الالتهاب إلى تدمير مادة المايلين، مما يتسبب في قطع التواصل العصبي بين الحبل الشوكي وبقية الجسم. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل أعراض التهاب النخاع الشوكي وأسبابه وطرق العلاج المتاحة.

ما هو التهاب النخاع الشوكي

يتسم التهاب النخاع الشوكي بتعرض أنسجة معينة من الحبل الشوكي للتلف. لفهم هذا الأمر بشكل أعمق، يجب أولاً معرفة تكوين النخاع الشوكي. يتكون النخاع الشوكي من أنسجة دهنية تدعى المايلين، والتي تتحمل مسؤولية حماية الألياف العصبية عن طريق الالتفاف حولها على نحو يشبه العزل الكهربائي. عندما يتعرض المايلين للضرر، تتأثر الألياف العصبية المكونة له، مما يعطل نقل الإشارات الكهربائية في الجسم. وعندما يحدث هذا التلف في الأعصاب الجانبية للحبل الشوكي، يكون هذا هو ما يعرف بالتهاب النخاع الشوكي.

أعراض التهاب النخاع الشوكي

تظهر علامات وأعراض التهاب النخاع الشوكي عادةً بعد ساعات أو أيام من ظهور المرض، ولكن في بعض الحالات، قد تستغرق الأعراض عدة أسابيع لتظهر. من أبرز الأعراض المرتبطة بهذا المرض ما يلي:

  • ألم في أسفل الظهر

يترافق التهاب النخاع الشوكي غالبًا بألم مفاجئ في أسفل الظهر، ويختلف التعبير عن الألم من حالة لأخرى، وذلك بناءً على المنطقة المتأثرة في النخاع الشوكي.

  • إحساس غير طبيعي

يعاني بعض المصابين من خدر أو شعور بالبرودة، بينما يكون البعض الآخر حساسًا للملمس الخفيف، أو للحرارة الشديدة، أو البرودة.

  • ضعف في الأطراف

يشكو المرضى أحيانًا من شعور بالثقل أو الضعف الشديد في اليدين أو الساقين، وقد يُصاب بعضهم بشلل كامل.

  • مشكلات في وظيفة المثانة والأمعاء

يشعر المصاب بالحاجة المستمرة للتبول ويعاني من صعوبات في التبول والإمساك في بعض الأحيان.

أسباب التهاب النخاع الشوكي

لا يوجد سبب وحيد للتهاب النخاع الشوكي، ولكن يُعتقد أنه نتيجة استجابة غير طبيعية من جهاز المناعة يؤدي إلى مهاجمة الجسم خلاياه السليمة. من أبرز الأسباب المرتبطة بالتهاب النخاع الشوكي:

  • أمراض المناعة الذاتية

تشمل الأمراض المناعية الذاتية مثل مرض الذئبة ومتلازمة سجوجرن.

  • الالتهابات البكتيرية

تشمل الالتهابات البكتيرية مثل مرض لايم والسل والزهري.

  • الالتهابات الفطرية

تشمل بعض الالتهابات الفطرية مثل الرشاشيات والمكورات المخروطية.

  • الطفيليات

تشمل الطفيليات مثل داء المقوسات وداء البلهارسيا.

  • الالتهابات الفيروسية

تُعَدّ الالتهابات الفيروسية، مثل جدري الماء وفيروس غرب النيل، من الأسباب الرئيسية لالتهاب النخاع الشوكي.

  • التصلب العصبي المتعدد

يُعتبر التصلب العصبي المتعدد علامة على التهاب النخاع الشوكي، حيث يؤدي إلى تلف المايلين في الدماغ والحبل الشوكي.

  • التهاب العصب البصري

يسبب التهاب العصب البصري فقدان المايلين مما يؤدي بدوره إلى التهاب النخاع الشوكي.

  • اضطرابات الأوعية الدموية

تُعَدّ اضطرابات الأوعية الدموية مثل التشوهات الشريانية الوريدية واعتلال الأوعية الدموية في العمود الفقري من الأسباب المحتملة لالتهاب النخاع الشوكي.

الفحوصات لتشخيص التهاب النخاع الشوكي

  1. التصوير بالرنين المغناطيسي

يساعد التصوير بالرنين المغناطيسي في الحصول على صور دقيقة تُظهر الحالة الصحية للنخاع الشوكي.

  1. البزل القطني

يتضمن هذا الاختبار إدخال إبرة بين الفقرتين لأخذ عينة من السائل الذي يحيط بالحبل الشوكي لتحليلها مخبريًا.

  1. فحص الدم

يتم أخذ عينة من دم المريض للبحث عن علامات تدل على وجود أمراض قد تكون مرتبطة بحالة التهاب النخاع الشوكي.

علاج التهاب النخاع الشوكي

يعتمد علاج التهاب النخاع الشوكي على تناول مجموعة من الأدوية للحد من الالتهابات، بالإضافة إلى العلاج الطبيعي الذي يساهم في استعادة الحركة في الأطراف. من الضروري الاهتمام بالعلاج بشكل فوري، إذ يؤثر التأخير سلبًا على فرص الشفاء. تشمل الأدوية المستخدمة في العلاج:

  • الأدوية المضادة للفيروسات

تُستخدم هذه الأدوية عند تحديد أن السبب وراء الحالة هو عدوى فيروسية.

  • الغلوبولين المناعي

يتم حقن الأجسام المضادة من متبرعين أصحاء لتعزيز الجهاز المناعي للمريض.

  • أدوية الألم

تشمل الأدوية مثل الأسيتامينوفين والإيبوبروفين التي تساعد على تخفيف الألم.

  • الستيرويدات

تساعد الستيرويدات في تقليل الالتهاب وقد تُعطى عن طريق الفم أو بالحقن في الوريد.

الوقاية من التهاب النخاع الشوكي

لا توجد طرق وقائية مضمونة ضد التهاب النخاع الشوكي. ومع ذلك، يمكن تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المعدية من خلال الإجراءات التالية:

  • الحرص على تلقي اللقاحات بشكل دوري.
  • غسل اليدين بانتظام للحد من انتقال العدوى.
  • تجنب الاقتراب من الأشخاص المصابين.
  • عدم مشاركة أدوات الأكل والمستلزمات الشخصية مع الآخرين.
  • ممارسة الرياضة بانتظام لتعزيز جهاز المناعة.
Published
Categorized as الصحة والطب