التهاب الكبد من النوع سي: الأسباب والأعراض والعلاج

التهاب الكبد C

يُعرف التهاب الكبد C، المعروف أيضاً باسم التهاب الكبد الفيروسي ج أو التهاب الكبد الوبائي ج، بأنه نوع من العدوى الفيروسية التي تؤدي إلى تلف والتهاب الكبد، مما يسبب تورماً في أنسجته. مجموعة من الفيروسات تهاجم خلايا الجسم السليمة مسببة العدوى، ويُعتبر فيروس التهاب الكبد ج أحد أكثر أنواع الفيروسات شيوعاً، بجانب فيروس التهاب الكبد أ وب. تُظهر الأعراض التي ينجم عنها التهاب الكبد مستويات متفاوتة من الشدة، حيث يمكن أن تتراوح من حالات خفيفة تستمر لأسابيع إلى أمراض خطيرة تمثل تهديداً للحياة. تُصنف العدوى الجديدة بالتهاب الكبد الفيروسي ج عادة إلى نوعين: حادة، حيث تستمر لعقود، ومزمنة، التي يمكن أن تستمر مدى الحياة. رغم عدم توفر لقاح للوقاية من هذه العدوى، هناك خطوات يمكن اتخاذها لتقليل خطر الإصابة. ينتشر الفيروس عبر الاتصال المباشر مع دم المصاب، مما يجعل التهاب الكبد C أحد الأمراض المعدية، والعدوى لا تحصّن الجسم ضد الفيروس نفسه، مما يعني أن الشخص يمكن أن يتعرض للإصابة مرة ثانية بسلالة مختلفة.

تشير الإحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية في يوليو 2019 إلى انتشار التهاب الكبد الفيروسي ج على نطاق عالمي، حيث تشير التقديرات إلى أن نسب انتشاره في إقليم شرق البحر المتوسط تصل إلى حوالي 2.3%، و1.5% في الإقليم الأوروبي، مما يجعله من أكثر المناطق تأثراً بهذه العدوى منذ عام 2015.

مراحل الإصابة بالتهاب الكبد C

تمتاز الإصابة بفيروس التهاب الكبد C بتأثيرها المتنوع على الأفراد، حيث تمر بمراحل مختلفة، وتفصيل هذه المراحل كالتالي:

  • فترة الحضانة: وهي الفترة التي تمتد من دخول الفيروس إلى جسم الشخص حتى ملاحظة الأعراض، عادة ما تتراوح بين 14 إلى 80 يوماً بمعدل قدره 45 يوماً.
  • التهاب الكبد الفيروسي ج الحاد: تشير إلى المرحلة الأولى القصيرة التي تحدث خلال الستة أشهر الأولى بعد دخول الفيروس، حيث يتخلص الجسم تلقائياً من الفيروس في بعض الحالات.
  • التهاب الكبد الفيروسي ج المزمن: يحدث عندما يستمر الفيروس بعد مرور 6 أشهر من الإصابة، مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل سرطان الكبد أو تليف الكبد، مما يُبرز أهمية التشخيص والعلاج المبكر.
  • تليف الكبد: مع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي التهاب الكبد ج إلى تليف الكبد، ويستغرق ذلك عادةً من 20 إلى 30 عاماً.
  • سرطان الكبد: تزداد احتمالية الإصابة بسرطان الكبد نتيجة تليف الكبد، مما يتطلب متابعة طبية منتظمة.

لمزيد من المعلومات عن مراحل الإصابة بالتهاب الكبد C، يمكن الاطلاع على المقال التالي: (مراحل فيروس الكبد C).

أسباب وعوامل خطر التهاب الكبد C

تحدث عدوى التهاب الكبد الفيروسي ج نتيجة انتقال الفيروس إلى مجرى دم الشخص السليم عبر دم ملوث. يوجد للفيروس عدة أنماط جينية، حيث تم تحديد سبعة أنماط، والنمط 1 هو الأكثر شيوعاً في الولايات المتحدة. ورغم التشابه في تأثير الفيروس على الجسم، تختلف التوصيات العلاجية باختلاف الأنماط الجينية. وتزداد خطر الإصابة في بعض الحالات، مثل:

  • تعرّض العامل الصحي لدم ملوث بفيروس التهاب الكبد ج.
  • استخدام أدوات غير معقمة لإجراء الوشم أو الثقب.
  • تعاطي المخدرات عبر الحقن.
  • وجود فيروس نقص المناعة البشرية.
  • الفحص الطبي السابق لزراعة الأعضاء أو نقل الدم، والذي كان يُجرى دون اختبارات دقيقة.
  • الولادة من أم مصابة بالفيروس.
  • السجن سابقاً.
  • العلاج بالديلزة الدموية على المدى الطويل.
  • الأشخاص المولودون بين 1945 و1965، لما لديهم من مغامرة عالية.

لمزيد من المعلومات حول أسباب التهاب الكبد C، يمكن الاطلاع على المقال التالي: (ما هي أسباب فيروس سي).

طرق انتقال عدوى التهاب الكبد C

تُعتبر الفترة المعدية فترة يمكن فيها للشخص المصاب نقل العدوى للآخرين، حيث تبدأ قبل ظهور الأعراض بـأسبوع أو أكثر. في حالة الإصابة المزمنة، يمكن أن تستمر حالة العدوى للآخرين مدى الحياة. ينتقل التهاب الكبد الفيروسي ج عبر دخول دم ملوث إلى جسم غير مصاب. تنتشر العدوى بشكل رئيسي من خلال تبادل الإبر، أدوات حقن المخدرات، والوخز بالإبر في الأماكن الصحية. كما يمكن أن تنتقل العدوى من الأم للطفل، أو من خلال الاتصال الجنسي، وإن كانت الاحتمالية أقل شيوعاً.

لمزيد من المعلومات حول طرق انتقال العدوى، يمكن الاطلاع على المقال التالي: (طرق انتقال عدوى فيروس C).

أعراض الإصابة بالتهاب الكبد C

لا تظهر أعراض الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي ج على معظم المصابين، ولكن في حال حدوثها قد تشمل:

  • بول داكن اللون.
  • براز بلون طيني.
  • ألم في المفاصل.
  • إجهاد عام.
  • فقدان الشهية.
  • حمى.
  • غثيان وتقيؤ.
  • ألم في البطن.
  • اصفرار الجلد والعينين (اليرقان).

يمكن أن تظهر الأعراض بعد شهر من التعرض للفيروس، وتستمر لمدة تتراوح بين أسبوعين وثلاثة أشهر. يلاحظ أن العدوى الحادة تستجيب بشكل جيد لمضادات الفيروس، حيث يمكن أن تتخلص بعض الأجسام من الفيروس تلقائياً. ومع ذلك، يعاني العديد من المرضى في النهاية من مرض مزمن في الكبد.

لمزيد من المعلومات عن أعراض الإصابة بالتهاب الكبد C، يمكن الاطلاع على المقال التالي: (أعراض فيروس سي وعلاجه).

تشخيص التهاب الكبد C

معظم الحالات لا تظهر تنبيهات على الإصابة، مما يجعل إجراء الفحوصات ضرورياً لمن يشعرون بالقلق. معظم المصابين الجدد لا يتم تشخيصهم بشكل صحيح. ويتطلب التشخيص إجراء عدة اختبارات مختلفة، مثل:

  • اختبار الأجسام المضادة: يشير إلى وجود أجسام مضادة تنتج عن محاولة الجسم محاربة الفيروس، ولكنه يحتاج من 3-6 أشهر للحصول على نتائج إيجابية.
  • اختبار الحمض النووي الريبوزي للفيروس: يُستخدم لتأكيد وجود الفيروس في الجسم، ويمكن اكتشافه بعد أسبوع أو أسبوعين من الإصابة.
  • التنميط الجيني للفيروس: يُفضَّل إجراء هذا الاختبار قبل العلاج لتحديد النمط الجيني للفيروس.
  • اختبارات إضافية: قد يتطلب الأمر فحوصات أخرى لتحديد مدى التأثير على الكبد.

لمزيد من المعلومات حول تشخيص التهاب الكبد C، يمكن الاطلاع على المقال التالي: (تشخيص وعلاج التهاب الكبد الوبائي سي).

الوقاية من التهاب الكبد C

في غياب اللقاح، يُنصح باتباع احتياطات لتجنب الإصابة بالعدوى، يمكنك مراعاة النقاط التالية:

  • امتنع عن تعاطي المخدرات، وخصوصاً الحقن.
  • تجنب مشاركة الإبر أو الحُقن.
  • تجنب مشاركة الأدوات الشخصية مثل فرش أسنان أو شفرات حلاقة.
  • ارتدِ قفازات عند التعامل مع دم شخص آخر.
  • استخدم الواقي الذكري.
  • ضمان استخدام أدوات معقمة للوشم والثقوب.
  • قم بإجراء الفحوصات المنتظمة إن كنت في مجموعة خطر الإصابة.
  • اتبع تدابير السلامة المطلوبة للعمل في المجال الصحي.

لمزيد من المعلومات حول الوقاية من التهاب الكبد C، يمكن الاطلاع على المقال التالي: (طرق الوقاية من فيروس سي).

علاج التهاب الكبد C

يسعى علاج التهاب الكبد الفيروسي ج للتخلص من الفيروس من جسم المصاب. يعتمد اختيار العلاج على مدى تأثر الكبد. هنالك خيارات علاجية متنوعة تشمل استخدام أدوية قوية تساعد على خفض الفيروس في الجسم، حيث توصلت الأبحاث إلى استخدام علاجات جديدة تقاوم الفيروس على نحو مباشرة. هذه العلاجات أسرع في النتائج وتتميز بأقل آثار جانبية مقارنةً بالأساليب القديمة، مع زيادة نسبة الشفاء بشكل ملحوظ.

تغطي الأدوية الجديدة مراحل معينة من حياة فيروس التهاب الكبد، مما يجعلها فعالة للغاية. في نهاية العلاج، يقوم الطبيب بإجراء اختبارات الدم للتأكد من عدم وجود الفيروس. إذا بقي الفيروس، قد يتم اقتراح طرق علاجية أخرى.

في حالات العدوى الخطيرة، يمكن أن يكون زراعة الكبد خيارًا، لكن العقاقير المضادة للفيروسات تبقى ضرورية لتقليل فرص تكرار الإصابة بعد الزراعة.

رغم عدم وجود لقاح ضد التهاب الكبد الفيروسي ج، يُمكن أن يُوصى بلقاح ضد التهاب الكبد أ وب لحماية الكبد من الأضرار المحتملة.

لمزيد من المعلومات حول علاج التهاب الكبد C، يمكن قراءة المقال التالي: (علاج التهاب الكبد الوبائي C).

______________________________________________________________________________

الهوامش

يشمل إقليم شرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية مجموعة من الدول، مثل مصر، وأفغانستان، والعراق، والمغرب، وعُمان، والسعودية، والسودان، وتونس، واليمن، والأردن، والكويت، والبحرين، وجيبوتي، وإيران، ولبنان، وليبيا، وباكستان، وقطر، والصومال، وسوريا، والإمارات.

Published
Categorized as الصحة والطب