التهاب الرِكتسيا
يشمل التهاب الرِكتسيا الناتج عن إحدى أنواع البكتيريا المعروفة باسم رِكتسيا (بالإنجليزية: Rickettsia) مجموعة متنوع من الأمراض، والتي تتفاوت في حدتها بين البسيطة والخطيرة، وقد تشكل خطرًا على حياة المريض. من الممكن تقسيم التهاب الرِكتسيا إلى ثلاث مجموعات رئيسية، وهي مجموعة الحمى المُبقعة (بالإنجليزية: Spotted fever)، ومجموعة الحمى النمشية أو التيفوس (بالإنجليزية: Typhus)، ومجموعة التيفوس الأكالي (بالإنجليزية: Scrub typhus). كل مجموعة تحتوي على عدة أمراض أخرى. الجدير بالذكر أن انتشار بكتيريا الرِكتسيا يعتمد على طبيعة الناقل البيولوجي لها، حيث تُعتبر بكتيريا الرِكتسيا من الكائنات الحية الدقيقة التي لا يمكنها التكاثر إلا داخل خلايا حقيقية النواة. والمفصليات مثل القمل، والقراد، والسوس، والبراغيث تُعدّ الناقلات الرئيسية لأمراض الرِكتسيا، بالإضافة إلى أن الثدييات تعتبر مُضيفًا بيولوجيًا لهذه البكتيريا.
أعراض التهاب الرِكتسيا
تتميز أعراض التهاب الرِكتسيا في مرحلتها المبكرة بأنّها ليست محددة، وغالبًا ما تتشابه مع أعراض بعض الأمراض الفيروسية الأخرى. إذ يعاني المريض من الحمّى والشعور بالتعب العام، وقد يظهر طفح جلدي في بعض الحالات. تتنوع طبيعة الأعراض حسب نوع المرض، وفيما يلي توضيح لهذه الأعراض:
الحمّى المُبقعة
تتضمن الحمّى المُبقعة الأمراض التالية:
- حمى الجبال الصخرية المُبقعة (بالإنجليزية: Rocky Mountain spotted fever): تبدأ أعراضها بالظهور بعد 2-8 أيام من لدغة القرادة، وقد تظهر الأعراض بشكلٍ مفاجئ أو تدريجي، من بينها:
- حمى، صداع شديد، تشوش ذهني يمكن أن يصل إلى الهذيان، ألم في العضلات، وأعراض الجهاز الهضمي مثل ألم في البطن وإسهال.
- طفح جلدي يبدأ من المعصم والكاحل ثم ينتشر إلى جميع أنحاء الجسم، عادة بدءًا من اليوم الثاني أو الثالث بعد العدوى.
- التهاب الملتحمة.
- الوقس الريكتسي (بالإنجليزية: Rickettsialpox): تظهر أعراضه بعد 9-14 يومًا من التعرض للرِكتسيا، ومن هذه الأعراض:
- ارتفاع متذبذب في درجات الحرارة يستمر أقل من أسبوع، مصحوبًا بشعور بالتعب، قشعريرة، وتعرق مفرط.
- ظهور بقعة حمراء في موقع لدغة القرادة، تتحول لاحقًا إلى خشارة بعد جفافها.
- طفح جلدي مشابه لجدري الماء ينتشر في الوجه، الرقبة، الجسم، والأطراف.
- التهاب الحلق، سيلان الأنف، تقيؤ، غثيان، وألم في البطن.
- الحمّى البرعمية (بالإنجليزية: Boutonneuse fever): فترة حضانة هذا المرض تستغرق عادةً ستة أيام، وقد تصل إلى 16 يومًا. من أعراضه:
- ظهور خشارة تُعرف بالبقع السوداء (بالإنجليزية: Tache noire) التي تختفي ببطء على مدار 10-20 يومًا دون ترك أي ندوب.
- حمى شديدة، ألم في العضلات، صداع، وتوعك، وقد يُصاب البعض التهاب البنكرياس الحاد.
- طفح جلدي يظهر بعد 3-5 أيام من الإصابة، ينتشر من الأطراف إلى الجسم والرقبة والوجه وباطن الكف والقدم خلال 36 ساعة.
التيفوس
التيفوس يشمل الأمراض التالية:
- التيفوس الوبائي (بالإنجليزية: Epidemic typhus): تبدأ أعراضه بالظهور بعد أسبوع إلى أسبوعين من لدغة القمل، وتشمل:
- حمى وصداع شديد.
- طفح جلدي يظهر في منطقة الجذع وينتشر إلى الأطراف.
- التهاب الملتحمة، أصوات كركرة (بالإنجليزية: Rales)، وهذيان.
- داء بريل زينسر (بالإنجليزية: Brill-Zinsser disease): وهي مرحلة تعود للإصابة بمرض التيفوس الوبائي، حيث تتشارك هذه المرحلة مع المرض الأصلي في الأعراض، ولكنها تكون أخف حدة.
- تفوئيد الفئران (بالإنجليزية: Murine typhus): تتشابه أعراضه مع أعراض التيفوس الوبائي، لكن تكون أخف وأكثر قصرًا في المدة.
- التيفوس الأكالي (بالإنجليزية: Scrub typhus)، المعروف أيضًا بداء تسوتسوغامُوشي (بالإنجليزية: Tsutsugamushi disease): فترة حضانته تمتد من أسبوع إلى أسبوعين، ومن أعراضه:
- انتفاخ عام في العقد اللمفاوية.
- طفح جلدي يظهر غالبًا حول الجذع وغير مستمر لفترة طويلة.
طرق انتقال الرِكتسيا
تحدث الإصابة بالتهاب الرِكتسيا نتيجة التعرض للمفصليات الحاملة للبكتيريا. وفيما يلي تفاصيل طرق انتشارها:
- الوقس الريكتسي: ينتقل بواسطة سوس الفئران، وهو الناقل الرئيسي لرِكتسيا القرادية (الاسم العلمي: Rickettsia akari).
- حمى الجبال الصخرية المُبقعة: تنتقل العدوى عن طريق لدغة قرادة بالغة من أنواع مختلفة مثل قرادة الخشب أو كلاب الجبال أو اليغموش الأمريكي (بالإنجليزية: Lone Star tick) التي تنقل رِكتسيا الركتسية (بالإنجليزية: Rickettsia rickettsii).
- الحمّى البرعمية: تنتقل عن طريق القرادة بأنواعها المختلفة الناقلة لرِكتسيا الكونورية (بالإنجليزية: Rickettsia conorii).
- تفوئيد الفئران: تساهم براغيث الجرذان، الناقلة للرِكتسيا التيفوئيدية (بالإنجليزية: Rickettsia typhi) والرِكتسيا القطيّة (بالإنجليزية: Rickettsia felis)، في انتشار العدوى بين الجرذان، وينتقل المرض للبشر عبر التعرض لبراز هذه البراغيث.
- داء تسوتسوغامُوشي: يُسبب بواسطة تسوتسوغامُوشي أروينتيا (بالإنجليزية: Orientia tsutsugamushi) التي تنتقل من خلال يرقات سوس الحصاد المتواجدة في التربة.
الوقاية من التهاب الرِكتسيا
لا توجد لقاحات متاحة لمواجهة العدوى، كما أن اختلاط المصابين بأفراد آخرين في بيئات العمل أو المدرسة لا يشكل خطرًا، لكن يمكن اتخاذ الإجراءات التالية للوقاية من العدوى:
- ارتداء ملابس بأكمام طويلة وقبعة عريضة أثناء الأنشطة التي تتطلب الاتصال بالحشرات مثل السير في الجبال أو التخييم.
- استخدام المبيدات الحشرية مثل الديت (بالإنجليزية: DEET) أو الإيكاريدين (بالإنجليزية: Picaridin).
- تفقد الجلد دوريًا لاكتشاف أي لدغات، خصوصًا في المناطق خلف الأذن، وخلف الرأس، وأصل الفخذ، والإبطين، وخلف الركبة.
أحدث التعليقات