التهاب الأنف: أسبابه وأعراضه وطرق العلاج

التهاب الأنف

التهاب الأنف (بالإنجليزية: Rhinitis) هو حالة تتمثل في التهاب وانتفاخ الغشاء المخاطي للأنف، وتتجلى أعراضه في وجود سيلان أو انسداد الأنف. ويؤثر التهاب الأنف غالبًا على كلا فتحتي الأنف في وقت واحد. ويمكن تصنيف التهاب الأنف إلى نوعين رئيسيين: الحاد والمزمن، وذلك بناءً على مدة ظهور الأعراض. يتميز الالتهاب الحاد بأنه يحدث لفترة قصيرة، وغالبًا ما يكون ناتجًا عن عدوى فيروسية، كما قد يكون نتيجة للحساسية أو العدوى البكتيرية أو أسباب أخرى. على الجانب الآخر، يُعتبر التهاب الأنف المزمن حالة طويلة الأمد ترتبط عادةً بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن (بالإنجليزية: Chronic sinusitis).

كذلك يمكن تصنيف التهاب الأنف بناءً على السبب إلى نوعين هما: التهاب الأنف التحسسي (بالإنجليزية: Allergic rhinitis) والتهاب الأنف غير التحسسي (بالإنجليزية: Nonallergic rhinitis). يحدث التهاب الأنف التحسسي كرد فعل على تعرض الجسم لجزيئات صغيرة تُعرف بمسببات الحساسية (بالإنجليزية: Allergen)، حيث يقوم الجسم بإفراز مادة كيميائية طبيعية تُعرف بالهيستامين عند استنشاق هذه الجزيئات. أما التهاب الأنف غير التحسسي، فإنه يحدث دون وجود سبب واضح، وتظهر أعراضه مثل: انسداد الأنف، سيلانه، والعطاس المتكرر، ويمكن أن يصيب هذا النوع الأطفال والبالغين، لكنه يكون أكثر شيوعًا عند الأشخاص فوق سن العشرين.

أسباب التهاب الأنف

فيما يلي توضيح لأسباب كل من التهاب الأنف التحسسي وغير التحسسي:

أسباب التهاب الأنف غير التحسسي

كما تم الإشارة سابقًا، فإن السبب الرئيسي لالتهاب الأنف غير التحسسي غير معروف، ولكن يُعتقد أنه يتعلق بتمدد الأوعية الدموية في الأنف، مما يؤدي إلى احتباس الدم والسوائل في بطانة الأنف. وتوجد بعض المحفزات التي تؤدي إلى ظهور الأعراض لفترات قصيرة، بينما تسبب أخرى مشاكل مزمنة. رغم اختلاف هذه المحفزات، فإن جميعها تؤدي إلى زيادة إنتاج المخاط أو انتفاخ أغشية الأنف. وحددنا فيما يلي بعض المحفزات:

  • التعرض للمهيجات، سواءً كانت بيئية وغير بيئية مثل الدخان، و الروائح القوية، والأبخرة الكيميائية.
  • الإصابة بعدوى فيروسية شائعة مثل الزكام أو الإنفلونزا.
  • بعض أنواع الأدوية مثل الأسبرين أو أدوية ضغط الدم.
  • التغيرات الجوية (درجة الحرارة والرطوبة).
  • التغيرات الهرمونية الناتجة عن الحمل أو الدورة الشهرية.
  • تأثير بعض الأطعمة والمشروبات مثل الكحول والأطعمة الحارة.
  • أسباب أخرى مثل النوم على الظهر، انقطاع النفس الانسدادي، والارتجاع الحمضي.

أسباب التهاب الأنف التحسسي

كما ذُكر سابقًا، عند تعرض الجسم لمسببات الحساسية، يقوم بإفراز الهيستامين، مما يؤدي إلى التهاب الأنف التحسسي. من المسببات الشائعة للحساسية:

  • حبوب اللقاح في مواسم معينة.
  • عث الغبار الموجود في المفروشات.
  • وبر الحيوانات.
  • لعاب الصراصير وفضلاتها.
  • لعاب القطط.
  • العفن.

أعراض التهاب الأنف

وفيما يلي أعراض كل من التهاب الأنف التحسسي وغير التحسسي:

أعراض التهاب الأنف غير التحسسي

المصابون بهذا النوع من التهاب الأنف قد يعانون من أعراض متقطعة تحدث على مدار العام، وتُعتبر هذه الأعراض متفاوتة في شدتها:

  • العطاس.
  • انسداد الأنف.
  • سيلان الأنف.
  • وجود البلغم في الحلق نتيجة التنقيط الأنفي الخلفي (بالإنجليزية: Postnasal drip).

أعراض التهاب الأنف التحسسي

تشمل الأعراض الشائعة للتهاب الأنف التحسسي:

  • العطاس.
  • السعال.
  • حكة في الأنف والعينين.
  • دموع من العينين.
  • سيلان الأنف.
  • انسداد الأنف.
  • التهاب أو وخز في الحلق.

تشخيص التهاب الأنف

لا يوجد اختبار محدد لتشخيص التهاب الأنف غير التحسسي، بل يعتمد التشخيص على الأعراض واستبعاد الأسباب الأخرى، خاصة الحساسية. يقوم الطبيب بإجراء الفحص البدني وطرح الأسئلة حول الأعراض. قد تُجرى اختبارات للحساسية للتأكد من عدم كون الحساسية هي المسبب، تشمل اختبارات الدم واختبارات حساسية الجلد. كما يراقب الطبيب الحالات الصحية المرتبطة مثل السليلة أو انحراف الحاجز الأنفي وقد يطلب إجراء اختبارات تصويرية للجيوب الأنفية.

أما التهاب الأنف التحسسي، فتشخيصه يتم من خلال الفحص البدني والأعراض. يمكن للطبيب تحديد مسببات الحساسية عبر طرح أسئلة حول الأنشطة والأماكن التي قد تحتوي على مسببات الحساسية. في حال كانت الأعراض مستمرة أو غير مسيطر عليها، قد يُفضل إجراء اختبار وخز الجلد أو اختبار الدم.

علاج التهاب الأنف

نستعرض طرق علاج كل من نوعي التهاب الأنف:

علاج التهاب الأنف غير التحسسي

يعتمد العلاج على شدة الأعراض. في الحالات الخفيفة، قد يكفي تجنب المحفزات واستخدام بعض العلاجات المنزلية. وفي الحالات الأكثر شدة، قد يتم وصف أدوية لتخفيف الأعراض:

  • بخاخات المحلول الملحي للأنف، التي تساهم في تخفيف المخاط وتنظيف الأنف من المهيجات.
  • مزيلات الاحتقان التي تُستخدم لتقليل الانتفاخ في الأوعية الدموية.
  • بخاخات الأنف المضادة للهيستامين التي تخفف الالتهاب.
  • بخاخات الأنف المحتوية على الستيرويدات القشرية لتقليل الالتهاب.
  • بخاخات الأنف المضادة للكولينيات لتقليل إفراز المخاط.

علاج التهاب الأنف التحسسي

هنا بعض الخيارات العلاجية المناسبة مع ضرورة استشارة الطبيب قبل استخدامها:

  • مضادات الهيستامين التي تمنع إنتاج الهيستامين.
  • قطرات العين وبخاخات الأنف لتخفيف الحكة.
  • مزيلات الاحتقان لإزالة انسداد الأنف لفترات قصيرة.
  • العلاج المناعي لحالات الحساسية الشديدة.

الوقاية من التهاب الأنف

هناك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لتقليل الأعراض ومنع تفاقمها في حالة التهاب الأنف غير التحسسي:

  • تحديد المحفزات وتجنبها قدر الإمكان.
  • تجنب الاستخدام المطول لمزيلات الاحتقان.
  • استشارة الطبيب بشأن العلاج المناسب.
Published
Categorized as الصحة والطب