التلوث الإشعاعي وتأثيره على الصفات الوراثية

ما هو التلوث الإشعاعي؟

يُعرف التلوث الإشعاعي بأنه عبارة عن إطلاق مواد مشعة تشكل تهديدًا للبيئة والكائنات الحية. تنتج هذه المواد عن وجود نويدات مشعة تنبعث منها أشعة مختلفة، مثل جسيمات بيتا وأشعة غاما. تتعدد مصادر انبعاث هذه المواد، ومن أبرزها:

  • التفجيرات النووية وتجارب الأسلحة النووية.
  • صناعة الأسلحة النووية وتخزينها.
  • تعدين المواد المشعة.
  • الحوادث التي تحدث في محطات الطاقة النووية.
  • التعامل مع المواد المشعة وإدارتها بشكل غير سليم.

عند إجراء تجارب الأسلحة النووية بهدف قياس فعاليتها، يُنتج عن كل انفجار حوالي 15% من الطاقة الناتجة تلوثًا إشعاعيًا، مما يؤدي إلى تلوث مصادر المياه والجو نتيجة لتساقط أشعة مشعة من سحابة الانفجار.

ما هي الصفات الوراثية؟

تُعرف الصفات الوراثية بأنها السمات المميزة التي يتمتع بها الفرد وتُورَّث من الأهل، إذ يمكن أن يكتسب الأطفال مجموعة من الصفات من آبائهم، بينما تكتسب سمات أخرى من خلال الملاحظة والتعلم. تعتمد العديد من هذه الصفات على تفاعل معقد بين العوامل البيئية والجينية، ومن الأمثلة على الصفات الوراثية:

  • قدرة دحرجة اللسان.
  • مرفق شحمة الأذن.
  • وجود الغمازات.
  • الشعر المجعد.
  • ظهور النمش.
  • عمى الألوان الأحمر / الأخضر.

تعتمد الصفات الوراثية على مادة تُعرف باسم الحمض النووي، الذي يتواجد في جميع أشكال الحياة. يتكون الحمض النووي من حوالي 3 مليارات قاعدة، حيث يتشابه أكثر من 99% من هذه القواعد بين البشر.

من المهم أن نلاحظ أن الانقسام الصحيح للخلايا يتطلب وجود نسخة موثوقة من الحمض النووي في الخلايا القديمة.

آثار التلوث الإشعاعي على الصفات الوراثية

يؤثر التلوث الإشعاعي في الصفات الوراثية عبر آليتين رئيسيتين:

تلف الجينات

يُعرف تلف الجينات أيضًا بالطفرات الجينية، وتحدث هذه الطفرات نتيجة تعرض الحمض النووي للتلوث الإشعاعي في الكائنات الحية. يعتمد معدل حدوث هذه الطفرات على كمية التلوث الإشعاعي ومدة التعرض. إن التعرض المطول للكميات العالية من التلوث الإشعاعي قد يؤدي إلى حدوث طفرات غير مرغوب فيها، والتي يمكن أن تنتقل عبر الأجيال. على الرغم من أن هذه الطفرات غالبًا ما تكون ضارة للبشر، إلا أنها قد تكون مفيدة لبعض النباتات من خلال إنتاج أصناف جديدة.

تلف الكروموسومات

يمكن أن يؤدي التلوث الإشعاعي إلى التأثير على الكروموسومات من خلال كسر الحبال التي تربطها، مما يُحدث تغييرات في بناء العد والهيكل الكروموسومي. عندما تحاول الخلايا المصابة بالتلوث الانقسام، قد تواجه مصيرًا مميتًا أو تغييرات سلبية في خصائصها. يمكن للكروموسومات أن تلتئم ذاتيًا، ولكن في حال فشلها في ذلك، يمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان جزء vital من المعلومات الوراثية.

ويعرف هذا الفقدان بمصطلح حذف الجينات، مما يسمح للخلية ذات الجينات المفقودة بالمشاركة في عملية الإخصاب، ولكن الجنين الناتج قد يصبح غير قادر على النمو بشكل كامل، مما يؤدي إلى وفاته في المرحلة الجنينية.

Published
Categorized as معلومات عامة