ما يحدث في حياتنا من ابتلاءات ونعم هو بقدرة الله سبحانه وتعالى. فعندما يتعرض أحد لمحنة ويعلم أنها بقضاء الله، فإنه يجب عليه أن يصبر ويحتسب، حيث أن الله -تعالى- يمنح الجبر والهدوء لقلبه، ويعوضه عن خسائره في الدنيا، كما قال عز وجل: ﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾.
لقد ثبت في السنة النبوية أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تعرض للسحر، كما ورد عن عائشة -رضي الله عنها- أن: (النبي -صلى الله عليه وسلم- سُحِرَ حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن).
قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: “العيون هي نظرة تستحسن مبتلية بالحسد، تصدر من شخص ذو طبع خبيث، وتسبب ضررًا للشخص الذي تُوجه إليه”. وهنا يأتي الحسد كرأس الموضوع، حيث إن النفس الحاسدة تمتاز بالخبث، مما يؤثر في المحسود بطريقتين:
العيون حقيقة واضحة كما أكد النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه، فقد ورد عن النبي: (مرّ عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف وهو يغتسل، فقال: لم أرَ كاليوم، ولا جلدًا محييًا. فما لبث سهل أن وقع صريعًا. فأُتي النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أدرك سهلًا صريعًا. فسأله: من تتهمون؟ قالوا: عامر بن ربيعة. فقال: علام يقتل أحدكم أخاه؟ إذا رأى ما يعجبه فليدعُ له بالبركة. ثم أوصاه أن يتوضأ ويغسل وجهه وكفيه ومرفقيه وركبتيه وداخلة إزاره، ثم يصب الماء عليه، كما قال الزهري: ويصبه من خلفه).
لقد ذكر الله -تعالى- الحسد والسحر في كتابه العزيز، حيث قال: ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ﴾، وأيضًا في قوله: ﴿وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾. وعلى الرغم من اختلافهما في المعنى، إلا أنهما يشتركان في بعض الأعراض والتأثيرات على الشخص المعين أو المسحور.
يمكن التخلص من كل من الحسد والسحر من خلال الرقية الشرعية، وهي النصوص القرآنية التي يُقرأ بها على المصاب. يُعتبر النوع المسموح به والمفضل هو ما يتضمن كلام الله -تعالى- وأسمائه وصفاته، حيث أكد الله -جل وعلا- أن: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾.
يُفضل أن يقوم الشخص المبتلى برقية نفسه بدءًا، وذلك بقراءة آيات الحسد والسحر من القرآن الكريم. كما يُنصح بتحصين النفس بذكر الدعوات الصباحية والمسائية، والدعاء، والانخراط في كافة أنواع العبادات. وعلينا تجنب تعليق كافة الأحداث على شماعة الحسد أو السحر. وينبغي على الشخص الحاسد أن يسعى لتمنيات الخير لنفسه وللآخرين، والدعاء لهم بالبركة.
أحدث التعليقات