يتحرّك الكثير من الأشخاص لفهم الفروق بين العفو والمغفرة، حيث يثار هذا الموضوع كثيراً بين المسلمين عند قراءة الآيات أو الأحاديث التي تشير إلى أي من هذين المصطلحين.
الفروق بين العفو والمغفرة
تختلف التعريفات بين العفو والمغفرة بشكل ملحوظ، ونوضح ذلك في النقاط التالية:
- المغفرة: تشير لغويًا وشرعيًا إلى التغطية والستر، حيث تشمل الذنوب في الجانب الشرعي وأمورًا أخرى في اللغة العامة.
- تشير المغفرة إلى إلغاء الذنب والتنصل من العقوبة الروحية أو الدينية الناتجة عن الخطيئة.
- يتم طلب المغفرة من الله من خلال الدعاء والتوبة، وقد تُمنح هذه المغفرة من الله بدافع محبته ورحمته.
- في العلاقات الإنسانية، تعكس المغفرة التسامح والرغبة في المصالحة مع من أساء إلينا.
- العفو يعني عدم معاقبة الشخص على الجريمة أو الخطيئة التي ارتكبها، رغم وجود الحق في ذلك.
- يمكن التعبير عن العفو من خلال التنازل عن الحق أو الامتناع عن الانتقام أو الاعتذار.
- يعكس العفو قدرة على التسامح والتصالح، ويعبر عن إرادة الشخص في التغلب على مشاعر الكراهية والرغبة في الانتقام.
المغفرة والعفو
المغفرة
- تعد المغفرة مصدر الفعل “غفر”، ووفقًا لمعجم لسان العرب لإبن منظور، يشير الغفور والغفار إلى وجود الساتر لذنوب العباد، الذي يعفو عن خطاياهم. كما أن أصل (الغفر) في اللغة يعني الغطاء والستر.
- تُشتق من “عفرت”، كما يُقال عندما يتم وضع شيء في وعاء.
- وأشار ابن منظور إلى أن المعنى اللغوي يرتبط بشكل وثيق بالمعنى الشرعي، حيث يتضمن الستر التجاوز عن الذنب.
- صفة الغفور والغفار من أسماء الله الحسنى، حيث وصف الله نفسه في سورة النجم بأنه “واسع المغفرة”: (إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ).
- أما العفو فيشير إلى المسح والطمس.
- المعنى الشرعي يرتبط بغفران الذنب والمسامحة عن الآثام.
العفو
- هو مصدر الفعل “عفا”، وبين المعنى في “أسماء الله تعالى” هو التجاوز عن الذنب وترك العقاب.
- أصله يأتي من المحو والطمس، وينعكس في التعابير المختلفة, حيث يبرز العفو كقدرة على مسامحة.
- بينما يُظهر المعنى اللغوي للعفو محو الذنوب، فإن المغفرة تركز على الستر.
- لكن المعنى الشرعي قد لا يتطابق تمامًا مع المعاني اللغوية، فالمغفرة تشير إلى قرب الله -تعالى- من عباده.
اختلافات العلماء حول العفو والمغفرة
رأي الإمام النسفي
يعتبر النسفي أن الفرق بين العفو والمغفرة يتوضح من حيث معاني المحو. حيث يُشير إلى أن العفو يتعلق بالكبائر، بينما المغفرة تتعلق بالصغائر.
رأي الإمام الغزالي
يذهب الشيخ الغزالي إلى أن العفو يتجاوز مجرد الستر كما في المغفرة. ويشير إلى أن العفو هو القدرة على ترك العقاب برضا.
رأي الإمام الرازي
يرى أن العفو يرتبط بإزالة العذاب الجسدي، في حين أن المغفرة تتعلق بالستر عن الفضائح وعذاب الروح.
رأي ابن كثير
يعتبر ابن كثير أن العفو يشير إلى العلاقة بين العبد وربه، بينما المغفرة تكون بين العباد بعضهم البعض، حيث إن عفو الله يُعتبر الأهم.
رأي ابن تيمية
يعتبر ابن تيمية أن المغفرة تعبر عن قرب العبد من الله، بينما العفو يمثّل ترك العقاب.
رأي جامع
يمكن اعتبار العفو والمغفرة كمرادفات من منظور الله، حيث يشير العفو إلى المحو، بينما تشير المغفرة إلى الستر، وكلاهما نعمة من الله على عباده.
أحدث التعليقات