تحظى السنة النبوية باهتمامٍ بالغ من قبل المسلمين، حيث تُعدّ تفسيرا للقرآن الكريم. وقد كان الصحابة الكرام حريصين على حفظ أحاديث النبي -عليه الصلاة والسلام- ونقلها كما سمعوها. ومن بعدهم، عمل علماء الحديث على تصنيف الأحاديث والتمييز بين الصحيح منها والضعيف. وتنقسم الأحاديث إلى نوعين: النبوي والقدسي، وهنا سنستعرض الفروقات بينهما.
يختلف الحديث القدسي والنبوي من حيث التعريف، كما يلي:
هو الحديث الذي تنسب معانيه إلى الله -عز وجل- من خلال الوحي، بينما تكون ألفاظه من النبي -عليه الصلاة والسلام-، ويُروى بإضافة إلى الله تعالى.
هو الذي يُنسب إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- ويتعلق بأقواله أو أفعاله أو إقراره أو صفاته.
تتباين الأحاديث القدسية والنبوية من حيث المعنى واللفظ كالتالي:
تكون ألفاظه ومعانيه من الله -تعالى-، ويدعو النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: “قال الله تعالى”.
المعنى يأتي من الله -تعالى-، لكن اللفظ ينسب للنبي -عليه الصلاة والسلام-.
أشار علماء الحديث إلى أن الحديث القدسي لا يتناول الأحكام التكليفية، ولا يقدم إجابات على الأسئلة أو يعالج بعض القضايا. بل يركز على توجيهات الله -عز وجل- لعباده في مسائل الإيمان به، وكمال قدرته، ورحمته. كما يشمل موضوعاته جوانب السلوك الصحيح وصحة العمل بناءً على تلك العقيدة.
في المقابل، الأحاديث النبوية تغطي مواضيع أكثر شمولاً، حيث تتناول التفاصيل والتوضيحات المتعلقة بما ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- من أقوال وأفعال وإقرارات.
تتباين صيغة الرواية بين الحديث القدسي والحديث النبوي على النحو التالي:
يتم نقل الحديث القدسي عن النبي -عليه الصلاة والسلام- بإضافته إلى الله -تعالى-، حيث تكون النسبة إنشائية إذ أن الله هو المتكلم. وتظهر صياغات متعددة للرواية في الحديث القدسي، مثل:
وهذا يتضح من مثال حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- حيث قال: (فإنّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: قالَ اللَّهُ تَعالَى: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ…)
يتسم الحديث النبوي بأن ألفاظه تأتي من النبي -عليه الصلاة والسلام-، كما في المثال التالي: (جاءَ رجلٌ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِن أهْلِ نَجْدٍ ثائِرُ الرَّأْسِ، نَسْمَعُ دَوِيَّ صَوْتِهِ، ولا نَفْقَهُ ما يقولُ حتَّى دَنا مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فإذَا هو يَسْأَلُ عَنِ الإسْلامِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: خَمْسُ صَلَواتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ فقالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهُنَّ؟ قالَ: لا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ).
أحدث التعليقات