الصلاة
فرض الله سبحانه وتعالى الصلاة على المسلمين، وحدد لها أركاناً وشروطاً وواجبات، وقد وضح نبيّنا الكريم صلى الله عليه وسلم هذه التفاصيل في سنته الغراء، مما يتيح للمسلم أداء الصلاة بشكل صحيح تحقق له الأجر والثواب. لذا، يجب على المسلم أن يكون دقيقاً في خطوات الصلاة وكل ما يرتبط بها. ومن رحمة الله تعالى أنه جعل بعض الأخطاء التي قد تحدث أثناء الصلاة لها أساليب للتعويض، مما يمنع العبد من الحاجة إلى إعادة الصلاة بالكامل. فقد يحدث أن يزايد المسلم أو ينقص في صلاته أو يشك في أمر ما، فكيف يمكنه التصرف في هذه الحالات؟
الزيادة والنقصان في الصلاة
الزيادة في الصلاة
يمكن أن تتجلى الزيادة في الصلاة عبر أفعال أو أقوال، ولكل منها حالات محددة:
- الزيادة في الأفعال: مثل القيام بدلاً من الجلوس، أو الجلوس بدلاً من القيام، أو زيادة في عدد مرات الركوع أو السجود، ففي هذه الحالة يجب على المصلي أن يسجد سجود السهو. أما إذا حدثت زيادة في الركعات سهوًا ولم يتذكرها إلا بعد انتهاء الصلاة، فعليه أن يسجد سجود السهو. وإذا تذكر الزيادة أثناء الصلاة، فعليه الجلوس فوراً وتشهد إن لم يكن قد تشهد بالفعل قبل السجود، ثم يسجد سجدتي السهو وينهي الصلاة بالتسليم.
- الزيادة في الأقوال: مثل القراءة في الركوع أو السجود سهواً، فمن المستحب أن يقوم المصلي بسجدتي السهو. أما إذا كانت الزيادة في أفعال أو أقوال لا تتعلق بالصلاة، مثل الأكل أو الشرب أو الحركة الكثيرة أو الكلام، فسوف تبطل الصلاة وعليه إعادتها.
النقصان في الصلاة
- نقصان الأركان: إذا ترك المصلي تكبيرة الإحرام، فإن صلاته تكون باطلة. في حين إذا نسي واحداً من الأركان مثل الركوع أو السجود وتذكره قبل الوصول إلى موضعه في الركعة التالية، فيجب عليه أداؤه ثم استكمال الركعة. وإذا لم يتذكر إلا بعد الانتقال، فإن الركعة السابقة تُسقط. وإذا لم يكتشف تركه للركن إلا بعد انتهاء الصلاة وكانت لا تزال على وضوء، ولم يكن الفاصل كبيرًا، فإن ذلك يُعتبر تركًا لركعة كاملة، ويجب عليه أداء ركعة جديدة مع سجود السهو. لكن إذا كان الفاصل طويلاً أو انتقض وضوءه، فعليه إعادة الصلاة.
- نقصان الواجبات: إذا نسي المصلي واجبًا مثل التسبيح في الركوع أو السجود، وما زال متذكراً قبل القيام للركن الذي يليه، فعليه أن يأتي به ثم يقوم بسجدتي السهو بعد الصلاة. أما إذا تذكر بعد البدء في الركن التالي، فإن الواجب يكون قد سقط، ويكتفي بسجدتي السهو.
- نقصان السنن: إذا ترك المصلي سنة من السنن، فمن المستحب العودة لأدائها قبل السلام إذا كان معتاداً على ذلك، أما إذا لم يكن مُعتادًا فلا يلزم العودة.
أحدث التعليقات