ابن سعيد المغربي هو الحسن علي بن أبي عمران موسى بن محمد بن عبد الملك بن سعيد بن خلف بن سعيد بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن الحسن بن عثمان بن محمد بن عبد الله بن عمار بن ياسر العنسي، ويعود نسبه إلى الصحابي الجليل عمار بن ياسر. وُلِد في قلعة يحصب بمدينة غرناطة عام 1214 ميلادي، حيث نشأ في أحضانها.
نَمَى ابن سعيد المغربي في أسرة عريقة النسب، وقد عُرف أفرادها بمكانتهم المتميزة في الأندلس وعلاقاتهم مع الملوك. فقد شغل بعضهم مناصب حكومية في قلعة بني سعيد لعدة أجيال، بينما كان آخرون من الشعراء والكتّاب. وكان والد ابن سعيد معروفًا بالأدب والتأليف، حيث بدأ جدّه بكتابة مؤلف بعنوان “المغرب في حلى المغرب”، إلا أنه توفي قبل إكماله، فتولى والده إنجازه، ثم أكمل ابن سعيد العمل. وتوفي ابن سعيد المغربي في تونس عام 1286 ميلادي، وقيل إنه توفي في دمشق.
عمل ابن سعيد المغربي في خدمة وزير الموحدين، المعروف بـ “ابن جامع”، وكان لديه ابن عم يعمل أيضًا لدى الموحدين، مما أسفر عن خلاف بين القريبين دفعه لطلب الإذن للسفر لأداء فريضة الحج. وبالرغم من تأخره في الوصول إلى الحج، توجه إلى القاهرة، حيث كان والده قد سبق له إلى مصر واستقر فيها.
قدّم ابن سعيد وصفًا دقيقًا لمصر والفسطاط، حيث نقل صورة حية لمظاهر الحياة في ذلك الوقت، موضحًا تفاصيل عن المباني والشوارع والأزقة. كما تطرق إلى نواحي الحياة في المناطق التي كانت مخصصة للتسلية والرقص. بعد ذلك، انتقل إلى حلب، حيث التقى بالملك الناصر الذي قدم له التعرف على عدد من العلماء. ثم توجه إلى دمشق، حيث حضر مجلس السلطان، وبعدها تابع سفره نحو الموصل فبغداد ثم البصرة، ليعود إلى المغرب حيث استقر في إقليبة بتونس، حيث خدم أبا عبد الله المستنصر. بعد فترة، عاد إلى المشرق ودخل الإسكندرية حيث استفسر عن الملك الناصر وأعلمه بخبر حالات التتار، ووعده بمساعدته ونصرته.
يعتبر ابن سعيد الخدري شاعراً بارعًا يجمع بين النثر والشعر، فضلاً عن كونه مؤرخًا وعالمًا بالأدب، حيث كان يجمع بين التاريخ والجغرافيا في رحلاته. فقد انتقل بين المغرب والمشرق في رحلة طويلة شملت مصر والعراق والشام، كما كتب عن العرب في العصر الجاهلي، متناولاً أبناء عصره بالتفصيل والدراسة. وقد ترك تراثًا غنيًا من الأخبار والأشعار الدقيقة.
أحدث التعليقات