مقدمة حول سمك الحفش

سمك الحفش (بالإنجليزية: Sturgeon) يعد من أقدم السلالات السمكية التي تعايشت مع الديناصورات، إذ يُعتقد أن وجوده يعود إلى ما لا يقل عن 200 مليون سنة خلال العصر الجوراسي المبكر. لا تزال هذه الأنواع من الأسماك حية حتى الوقت الحاضر، وتُعتبر من الأسماك العظمية، حيث يوجد منها 27 نوعًا مختلفًا تنتشر في جميع أنحاء العالم.

خصائص سمك الحفش

رغم تصنيف سمك الحفش كسمكة عظمية، إلا أنها تحتوي على عدد محدود للغاية من العظام الحقيقية. في الواقع، يتكون معظم هيكلها الداخلي من الغضاريف، على غرار أسماك القرش. يتميز سمك الحفش بأجسامه النحيلة ويحتوي على خمسة صفوف من الصفائح العظمية الممتدة عبر جسمه. تتميز ذيوله بعدم التماثل، وتوجد أفواهها في الجزء السفلي من الرأس، وهي خالية من الأسنان حيث تتغذى على فرائسها عبر بلعها. يمتلك سمك الحفش أنفًا طويلًا مزودًا بأربعة حساسات تقع في الجهة السفلية أمام الفم، كما توجد لديه زعنفة ظهرية واحدة تتجه نحو الذيل. زعانفه تشبه زعانف سمك القرش لكنها غير مزودة بأشواك. أما بالنسبة للون، فيكون ظهره بنيًا غامقًا إلى رمادي بينما يتحول لونه إلى الأبيض في منطقة البطن.

النظام الغذائي لسمك الحفش

يعتمد النظام الغذائي لسمك الحفش بشكل رئيسي على القشريات التي تعيش في قاع الماء، بما في ذلك البرمائيات والروبيان وسرطان البحر وبعض أنواع الديدان والأسماك.

الموطن الأصلي لسمك الحفش

يُعتبر سمك الحفش من الأنواع السمكية المهاجرة بكثرة، حيث يقضي معظم حياته البالغة في مصبات الأنهار والروافد السفلية لها. يهاجر سمك الحفش إلى أعلى مجرى الأنهار العذبة لوضع بيضه في المياه العميقة المحاطة بالحصى. بعد فترة من الفقس، يبقى السمك الصغير في النهر لبعض الوقت قبل أن يهاجر نحو المصب أو المحيط.

أشهر أنواع سمك الحفش

إليك أبرز أنواع سمك الحفش:

• سمك الحفش الشائع: يُوجد قبالة سواحل الدول الإسكندنافية وفي البحر الأبيض المتوسط. كما وُجد نوع مماثل له قبالة السواحل الشرقية لأميركا الشمالية. يمكن أن يصل طول هذا النوع إلى 3 أمتار ويزن حوالي 227 كجم.
• سمك الحفش الروسي: يتواجد في الأنهار الروسية ومنطقة شرق بحيرة بايكال، ويُعتبر أصغر أنواع سمك الحفش، حيث لا يتجاوز طوله المتر الواحد.
• سمك حفش البيلوغا: يعيش في بحر قزوين والبحر الأسود وبحر آزوف. يُعتبر من أكبر أنواع سمك الحفش، حيث يصل طوله إلى 8 أمتار ويزن حوالي 3200 كجم.
• سمك الحفش الصيني: يتواجد في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي ونهر اليانغتسي، وقد يصل طوله لأكثر من 4 أمتار.

المخاطر التي تهدد سمك الحفش

تُعتبر السدود واحدة من أبرز التهديدات التي تواجه سمك الحفش، إذ تعيق عملية هجرته وتكاثره. أيضًا، تؤثر التغيرات في هيدرولوجيا الأنهار على جودة المياه، مثل التغييرات في درجة الحرارة أو مستويات الأكسجين المذاب، مما قد يلحق الضرر بمراحل الحياة الحساسة للسمكة كالبيض واليرقات. كما يتأثر سمك الحفش سلبًا بالتلوث الناتج عن الجريان السطحي والتغييرات في الشبكة الغذائية.