تتضمن قصيدة “المساء” للشاعر خليل مطران مجموعة من الصور الفنية، ومنها:
هذه استعارة مكنية، حيث شَبَّه الشاعر قلبه وجسده بالشخص المستبد، مستبعدًا المشبَّه به وهو الإنسان، مع الاحتفاظ بشيء من دلالاته، وهو الاستبداد.
كدري ويُضعفه نضوب دمي
هذا تشبيه تمثيلي، حيث يتكون من: المشبَّه (العقل)، والمشبَّه به (المصباح)، وأداة الشبه (الكاف)، ووجه الشبه يتمثل في غشاء الكدر لنور المصباح وضعفه بسبب نقص الدماء، مما يوحي بأن نقص الدماء يعد نقصًا للوقود في المصباح.
تعتبر هذه استعارة مكنية، حيث يربط الشاعر بين طيب هواء المكان بالدواء الذي يشفي، متجاهلاً المشبَّه به، محتفظاً بمدلوله وهو الشفاء.
عبارة عن تشبيه بليغ، يتكون من: المشبَّه (الطواف)، والمشبَّه به (العبث)، حيث تم حذف وجه الشبه وأداة الشبه.
استعارة مكنية أخرى، حيث يربط الشاعر رياح البحر بصوت إنسان يتحدث، بدون ذكر المشبَّه به وهو الإنسان، محتفظًا بمعنى الكلام.
هذا تشبيه مجمل، يتكون من: المشبَّه (موج الصخرة)، والمشبَّه به (موج مكاره الشاعر)، وأداة الشبه هي (الكاف)، حيث تم حذف وجه الشبه.
كمداً كصدري ساعة المساء
هذا تشبيه تمثيلي، يتكون من: المشبَّه (البحر)، والمشبَّه به (صدر الشاعر)، وأداة الشبه (الكاف)، ووجه الشبه يتمثل في الضيق.
تعتبر أيضًا تشبيهًا تمثيليًا، حيث يتكون من: المشبَّه (خواطر الشاعر)، والمشبَّه به (دامية السحاب)، مع أداة الشبه (الكاف)، ووجه الشبه (الكلم الذي يظهر به).
تشبيه تمثيلي آخر، يضم: المشبَّه (الشمس)، والمشبَّه به (الدمعة الحمراء)، وأداة الشبه (الكاف)، ووجه الشبه (التقطر).
في قصيدة المساء، يقدم الشاعر خليل مطران الأفكار التالية:
داء ألم فخلت فيه شفا
من صبوة فتضاعفت برحائي
يا للضعيفين استبدا بي وما
في الظلم مثل تحكم الضعفاء
قلب أذابه الصبابة والجوى
وغلالة رثت من الأدواء
والروح بينهما نسيم تنهّد
في حالي التصويب والصعداء
والعقل كالمصباح يغشى نوره
كدري ويضعفه نضوب دمي
يعبّر الشاعر عن مرضٍ أصابه وظنّ أنه سيزول ليشفى من شوقه، لكنه تفاقم، حيث يعبر عن آلام قلبه وجسده، وينقل صورة حزنه ونقص دمه.
هذا الذي أبقيته يا منّيتي
من أضلاعي وحشاشتي وذكائي
عمرين فيك أضعتهما لو أنصفتني
لم يجدرا بتأسفي وبكائي
عمر الفتى الفاني وعمر مخلدٍ
ببيانه لولاك في الأحياء
فغدوت لم أنعم كذي جهل ولم
أغنم كذي عقل ضمّان بقاء
يا كوكبًا من يهتدي بضيائه
يهديه طالع ضلة ورياء
في هذا المقطع، يتحدث الشاعر عن ما تركته له حبيبته من جسده وقوته، وكيف أضاع عمره من أجلها.
يا موردًا يسقي الورود سرابه
ظمأً إلى أن يهلكوا بظماء
يا زهرةً تحيي رواعي حسنها
وتميت ناشقها بلا إرشاء
هذا عتابك غير أني مخطئ
أيُرَام سعد في هوى حسناءٍ
حاشاك بل كُتِبَ الشقاء على الورى
والحب لم يبْرح أحب شقاءً
نعم الضلالة حيث تؤنس مقلتي
أنوار تلك الطلعة الزهراء
يستعرض الشاعر هنا مشاعره تجاه محبوبته، حيث يعتب عليها، ويناقش مفهوم الشقاء في الحب.
نعم الشفاء إذا روّيت برشفةٍ
مكذوبة من وهم ذاك الماء
نعم الحياة إذا قضيت بنشقةٍ
من طيب تلك الروضة الغناء
إني أقمت على التعلة بالمنا
في غربة قالوا تكون دوائي
إن يشف هذا الجسم طيب هوائها
أيُلَطَّف النيران طيب هواء
أو يمسك الحوباء حسن مقامها
هل مسكةٌ في البعد للحوباء
يعبر الشاعر عن استعداده لتحمل مشاعر الذلل والألم.
عبث طوافي في البلاد وعلّةٌ
في علّةٍ منفاي لاشفاء
متفردٌ بصبابتي متفرد
بكآبتي متفردٌ بعنائي
شاكٍ إلى البحر اضطراب خواطري
فيجيبني برياحه الهوجاءِ
ثاوٍ على صخرٍ أصمّ وليت لي
قلماً كهذه الصخرة الصماء
ينتابها موج كَمَوجِ مكارهي
ويفتتها كالسقم في أعضائي
يستعرض الشاعر شعوره بالوحدة والعبث.
والبحر خفاق الجوانب ضائقٌ
كمداً كصدري ساعة المساء
تغشى البرية كدرة وكأنها
صعدت إلى عيني من أحشائي
والأفق معتكر قريح جفنه
يغضي على الغمارات والأقذاء
يا للغروب وما به من عبرةٍ
للمستهام وعبرةٍ للرائي
أوليس نزعاً لليوم وصرعةً
للشمس بين مآتمي الأضواء
يتحدث الشاعر عن غروب الشمس وعما يحمله من دلالات معقدة.
أوليس طمسًا لليقين ومبعثًا
للشك بين غلاائل الظلماء
أوليس محوًا للوجود إلى مدىً
وابادةً لمعالم الأشياء
حتى يكون النور تجديدًا لها
ويكون شبه البعث عود ذكاء
ولقد ذكرتك والنّهار مودّعٌ
والقلب بين مهابةٍ ورجاء
خواطري تبدو تجاه ناظري
كلمى كدامية السحاب إزائِي
يناقش الشاعر هنا فكرة الخسارة والذكريات الفائتة.
والدمع من جفني يسيل مشعشعًا
بسنا الشعاع الغارب المتراي
والشمس في شفق يسيل نضاره
فوق العقيق على ذرىً سوداء
مرّت خلال غمامتين تحذًرًا
وتقطرت كالدّمعة الحمراء
فكأنّ آخر دمعةٍ للكون قد
مزجت بآخر أدمعي لرثائي
وكأنني آنست يوماً زائلاً
فرأيت في المرآة كيف مسائي
يختتم الشاعر قصيدته بصورة تعكس الألم الداخلي والشعور بالنهاية.
فيما يلي شرح لأهم المفردات الواردة في القصيدة:
المفردة | شرح المفردة |
الصبابة | الشوق وشدته وحرارته. |
الغلالة | جمع غلائل وغلالات، وهو الثوب الرقيق الذي يشف ويظهر ما تحته. |
الأدواء | جمع داء، وهو المرض ما ظهر منه وما بطن. |
كدري | الكدر الهم والكآبة والحزن. |
منيتي | الأمنية هي الرغبة المراد تحقيقها. |
رياء | حينما يكون الظاهر مخالفًا للباطن. |
التعلة | ما يتعلل به. |
الحوباء | النفس. |
الأقذاء | جمع الإفرازات التي تخرجها العين. |
أحدث التعليقات