علم نفس النمو يُعد من العلوم التي تستعرض مجموعة متعددة من العمليات البيولوجية والاجتماعية والعاطفية التي تؤثر على حياة الفرد عبر مختلف مراحل العمر. يركز هذا العلم على توضيح التغييرات والاختلافات الفردية ويسعى لتحسينها من خلال نظريات توضح مسارات النمو. يوجد مجموعة من التطبيقات التربوية الأساسية لعلم نفس النمو، والتي تشمل ما يلي:
يعتبر التعلم عبر اللعب من أبرز التطبيقات التربوية في مجال علم نفس النمو. قدم عالم النفس جان بياجيه نظرية تشرح مراحل نمو الإنسان عبر أربع مراحل؛ حيث تتطلب المبادئ الثلاث الأولى فيها أن يتعلم الطفل من خلال التجارب المادية المباشرة. تمتد هذه المراحل من الولادة حتى سن الثانية عشر.
يساعد التعلم من خلال اللعب في استغلال دوافع الأطفال الطبيعية للعب واكتشاف الأشياء، مما يسهل العملية التعليمية. تُعتبر هذه الطريقة مشوقة ومتنوعة مقارنة بالبرامج التعليمية التقليدية، وقد أظهرت فعالية كبيرة في تعزيز القدرات المعرفية للأطفال في مجالات متنوعة، مثل اللغة، وحل المشكلات، وفهم العواطف.
علاوة على ذلك، يسهم اللعب في التطور الجسدي بجانب التعليمي، ومن الألعاب المثالية التي يمكن للطفل ممارستها لتعزيز التعلم، ألعاب تقمص الأدوار، والرسم، وألغاز الألعاب الملموسة، وألعاب الصلصال.
استنادًا إلى نظرية بياجيه، تتمثل المرحلة الرابعة في القدرة على التفكير الحدسي والعمليات المجردة، وتبدأ من العام الثاني عشر وما بعده. في هذه المرحلة، يصبح المراهق قادرًا على التفكير بشكل مجرد دون الحاجة إلى رؤية أو لمس الأشياء لفهمها. يبدأ الفرد في الانخراط في تفكير عميق ومنطقي واستنتاجي، مما يساعده في توسيع قاعدة معرفته.
نتيجةً لذلك، تم تعديل المناهج الدراسية لتتناسب مع هذه المرحلة العمرية، حيث أصبحت العديد من المهام التي يدرسها الطلاب مرتبطة بالتفكير المجرد. على سبيل المثال، تتطلب مادة الرياضيات المفاهيم المجردة حيث يعتمد التعلم على تصور الأرقام والعمليات دون الارتباط بالمصادر المادية. تشمل المواد الأخرى للدراسة اللغة، والعلوم الطبيعية، والتاريخ، والفلسفة.
أشار بياجيه من خلال نظريته إلى وجود تفاوتات فردية بين الأفراد في مراحل نموهم المختلفة، حيث لا ينمو الجميع بنفس الطريقة أو في نفس الوقت؛ فقد يتقدم البعض بشكل أسرع بينما يتأخر آخرون.
من هذا المنطلق، تم تطوير اختبارات ذكاء لقياس العلاقة بين مراحل النمو المختلفة ودرجة الذكاء، والتي أثبتت أنها أداة فعالة لقياس الذكاء العام.
بينما يفسر بياجيه أن كل مرحلة من مراحل النمو تعتمد على ما تم تحقيقه في المرحلة السابقة، يظهر تطبيق التعلم التراكمي، حيث تتطلب كل مرحلة تعليمية استيعاب ما سبقها. كمثال على ذلك، في مادة الرياضيات يحتاج الطالب إلى تعلم مفهوم الجمع كأساس قبل التمكن من تعلم الضرب.
أحدث التعليقات