يُعتبر التركيز على اللحظة الراهنة وسيلة فعالة للمساعدة على التغلب على تأثيرات الماضي. من خلال تقليص الوقت الذي يقضيه الشخص في التفكير في ذكرياته الماضية، يمكنه التركيز بشكل أكبر على حياته الحالية. يُنصح بإعادة توجيه النفس إلى الحاضر في أي وقت تبدأ فيه الأفكار السلبية بالظهور. يمكن تحقيق ذلك من خلال توفير إشارات ذهنية، مثل قول الشخص لنفسه: “لا بأس، لقد أصبح هذا من الماضي، الآن سأركز على سعادتي وواقعي الحالي، وسأعمل على تحسينه”.
يعد التسامح تجاه الأفراد الذين ارتكبوا أخطاء من أكثر الاستراتيجيات فعالية للتخلص من عبء الماضي. بغض النظر عن الأفعال التي قام بها هؤلاء الأشخاص، فإن ممارسة المغفرة تساهم في تحرر الشخص من المواقف السلبية. على النقيض، فإن مشاعر الكراهية والضغينة تترك تأثيرات سلبية على نفسية الفرد وتضعف حالته العاطفية.
يساعد وضع أهداف مستقبلية مع تجاهل الأحداث السلبية الماضية على تعزيز شعور الفرد بإمكانياته وقدراته لتحقيق إنجازات أكبر. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يشمل ذلك التخطيط للحصول على وظيفة مرموقة أو البحث الدؤوب عن شريك الحياة المناسب. لتحقيق هذه الأهداف، من الضروري وضع مواعيد زمنية محددة لتنفيذ الخطوات اللازمة.
شخصية الفرد ليست ثابتة، بل تتغير مع مرور الزمن نتيجة للتجارب الاجتماعية والشخصية. على سبيل المثال، قد تختلف سلوكيات الشخص عندما يكون مع أسرته مقارنةً بوجوده في بيئة عمل أو خارج المنزل، حيث يمكن أن يصبح أكثر تحفظًا أو تركيزًا. كذلك، تختلف شخصيته قبل التحاقه بالجامعة وبعده. من خلال نسيان بعض السلوكيات أو التجارب، يمكن للفرد التخلص من مشاعر النقص المترتبة على تذكرها. بالإضافة إلى ذلك، يتيح نسيان بعض المواقف للفرد فرصة اكتساب معرفة جديدة التي قد تكون أكثر توافقًا مع حقائقه المستمرة، مما يمكنه من تحديث رؤيته الواقعية بشكل مستمر.
أحدث التعليقات