التباين بين مفهوم النفس ومفهوم الروح وفقًا لعلماء المسلمين

النفس والروح

تمّ ذكر النفس والروح في القرآن الكريم في العديد من الآيات، وقد تناول العلماء المسلمون مفهوم كلّ من النفس والروح. فبعضهم ميّز بينهما وعرف كل واحدة بمعناها وخصائصها، بينما اعتبر آخرون أن لهما دلالة واحدة. فما هو الفرق بين النفس والروح حسب ما ورد في تعاليم علماء المسلمين؟

تعريف النفس

ورد ذكر النفس في القرآن الكريم كدلالة على ذات الإنسان، وهي محور الخطاب الرباني في العديد من الآيات. قال الله تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ* ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً* فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) {الفجر:27-30}. كما تُعتبر النفس هي محور التكليف والعبادة، وهي التي تتلقى الحساب والثواب والعقاب. قال تعالى: (الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) {غافر:17}. كذلك، فهي المادة التي تتعرض للموت سواء كان ذلك في الموت الأصغر (النوم) عندما يتوفى الله الأنفس في منامها، أو الموت الأكبر الذي يحدث عند مفارقة الروح للجسد لتبدأ مرحلة جديدة من الحياة.

أنواع النفس

  • النفس المطمئنة: هي النفس المؤمنة والصادقة مع ربها، الملتزمة بدينها، التي لا تشعر بالطمأنينة إلا بالقرب من الله، وتستشعر الوحشة عند الابتعاد عن طريقه.
  • النفس الأمارة بالسوء: هذه النفس تدفع صاحبها إلى ارتكاب الآثام والفواحش، بدون تردد، وهي تعكس عكس النفس المطمئنة.
  • النفس اللّوامة: تمثل النفس المتوسطة بين النفس الأمارة بالسوء والنفس المطمئنة، حيث تكثر من اللوم والعذاب الذاتي عند ارتكاب الذنوب أو الأخطاء.

تعريف الروح

تم ذكر الروح أيضًا في العديد من الآيات القرآنية، فهي المادة التي نفخها الله سبحانه وتعالى في جسد آدم –عليه السلام– عند خلقه، مما أعطى الحياة والحركة للجسد. وتتميز الروح بأنها علم خاص بالله وحده، ولا يعرف حقيقتها وكنهها سواه.

الفرق بين النفس والروح

يعتقد بعض العلماء أن النفس والروح تعبران عن أمر واحد، بينما يرى آخرون الفارق بينهما. فالنفس ترتبط بشخصية الإنسان وما تتعرض له من تكاليف شرعية وسنن كونية مثل الموت والحياة والمرض. في حين أن الروح تُعتبر أكثر تعبيرًا عن العنصر الذي يمنح الجسد الحياة، والتي يعتبر علمها خاصًا بالله تعالى.

Published
Categorized as إسلاميات