تعد ظاهرة المد والجزر من الظواهر الطبيعية التي تضمن مرحلتين أساسيتين. في المرحلة الأولى، يحدث ارتفاع تدريجي لمستوى المياه، وتُعرف هذه الظاهرة باسم (المد). أما في المرحلة الثانية، فيحدث تراجع تدريجي لمستوى المياه، وهو ما يُعرف باسم (الجزر). تعود هاتان الظاهرتان إلى تأثير القوى الكونية على جاذبية القمر والشمس، بالإضافة إلى دوران الأرض حول محورها.
تتكرر هذه الظاهرة تقريباً يومياً، مع وجود تفاوتات واضحة بين المد والجزر. تشمل أنواع المد: المد النصف يومي، المد اليومي، والمد المختلط. وتتأثر المدة الزمنية لهذه الظاهرة بعدة عوامل، مثل عمق المياه، والموقع الذي تحدث فيه، بالإضافة إلى شكل الساحل.
تحدث ظاهرة المد والجزر بفعل جاذبية الشمس والقمر، حيث يكون للقمر تأثير أقوى على المياه بسبب قربه من الأرض. وتحتاج هذه العملية إلى الطرد المركزي الناتج عن دوران الأرض حول محورها. تتكرر هذه الظاهرة مرتين يومياً، كل اثنتي عشرة ساعة. يحدث المد عادةً في الأماكن التي تواجه القمر، بينما يحدث الجزر حينما يغيب القمر عن هذه الأماكن.
كما يتفاوت ارتفاع منسوب المياه وفقاً لموقع القمر. عندما يكون القمر في حالة البدر أو المحاق، يصل المنسوب إلى أعلى مستوياته بسبب أقصى جاذبية للقمر. ومن جهة أخرى، تضعف ظاهرة المد والجزر في أول ثلاثة أسابيع من الأشهر القمرية بسبب وجود القمر والشمس عند زوايا قائمة مع مركز الأرض.
تعكس ظاهرة المد والجزر أهمية كبيرة للمسطحات المائية، حيث تسهم في تنقية المحيطات والبحار من الشوائب، بالإضافة إلى تحسين جودة مياه الأنهار من الرواسب. تلعب هذه الظاهرة دوراً مهماً في توجيه السفن إلى أماكنها في الموانئ، إلا أنه قد يمثل المد العنيف في المناطق الضيقة خطورة على الملاحة.
كما تم استغلال هذه الظاهرة في تشغيل الطواحين المائية الخاصة بطحن الحبوب، واليوم تُستخدم في توليد الطاقة الكهربائية. تُعتبر هذه الظاهرة مصدراً طبيعياً متجدداً للطاقة، مما يعزز الاستفادة من القوة الناتجة عنها دون نفادها.
أحدث التعليقات