البواسير وتأثيرها على فترة الحمل

البواسير

البواسير، والمعروفة أيضاً باسم (Hemorrhoids) في الإنجليزية، هي أوردة منتفخة تظهر في منطقة فتحة الشرج والجزء السفلي من المستقيم، وتشبه إلى حد كبير الدوالي. تنقسم البواسير إلى نوعين: البواسير الداخلية التي توجد داخل المستقيم ولا يمكن رؤيتها أو الإحساس بها، وعادة ما لا تسبب انزعاجًا كبيرًا للمصاب. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي الشد أثناء تمرير البراز إلى تلف سطح البواسير، مما يسبب نزيفًا. في بعض الأحيان، يمكن أن تبرز البواسير الداخلية من خلال فتحة الشرج نتيجة للشد. أما النوع الآخر فهو البواسير الخارجية التي تتطور تحت الجلد حول فتحة الشرج، وعند تهيّجها، يمكن أن تسبب حكة أو نزيف. من المهم الإشارة إلى أن هناك احتمال لتكوين جلطة دموية قد تكون مؤلمة ولكنها ليست خطيرة. تعتبر البواسير من المشاكل الصحية الشائعة، حيث تشير الإحصائيات إلى أن ثلاثة من كل أربعة أشخاص يعانون من البواسير في مرحلة ما من حياتهم.

البواسير والحمل

يمكن أن تتعرض المرأة للبواسير لأول مرة خلال فترة الحمل. تجدر الإشارة إلى أن النساء اللواتي عانَيْن من البواسير قبل الحمل يكون لديهن فرصة أكبر للمعاناة منها أثناء الحمل. وتظهر الدراسات أن البواسير أكثر شيوعًا في الثلث الثالث من الحمل، كما قد تحدث أيضًا أثناء عملية الدفع خلال المرحلة الثانية من المخاض. وفي بعض الحالات، قد تتشكل جلطة دموية داخل الباسور، مما يؤدي إلى تكون كتلة مؤلمة، وقد تجعل هذه الكتل المشي أو الجلوس أو التبرز أمرًا صعبًا. في معظم الحالات، تختفي البواسير التي تتشكل أثناء الحمل بعد الولادة مباشرة، خاصة إذا تم التعامل بشكل جيد مع الإمساك. من الأسباب التي تسهم في ظهور البواسير أثناء الحمل ما يلي:

  • زيادة حجم الرحم: تؤدي زيادة حجم الرحم وتمتده أثناء الحمل إلى زيادة الضغط على أوردة الحوض والوريد الأجوف السفلي (Inferior Vena Cava)، مما يبطئ عودة الدم من الجزء السفلي من الجسم ويزيد من الضغط على الأوردة تحت الرحم، مما يتسبب في توسعها وانتفاخها.
  • الإمساك: يعتبر الإمساك أحد العوامل المسببة للبواسير، حيث يحدث الشد أثناء عملية التبرز مما يزيد من تفاقم المشكلة.
  • ارتفاع مستوى البروجستيرون: يقوم هرمون البروجستيرون بإبطاء حركة الأمعاء، مما يؤدي إلى حدوث الإمساك.

الوقاية من البواسير أثناء الحمل

هناك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في الوقاية من البواسير أثناء الحمل:

  • تجنب الإمساك من خلال اتباع نظام غذائي غني بالألياف يشمل مجموعة متنوعة من الحبوب الكاملة، الفواكه، والخضراوات، مع الحرص على شرب حوالي 10 أكواب من الماء يومياً وممارسة الرياضة بانتظام.
  • عدم تجاهل الرغبة في التبرز، وتفادي تأجيل ذلك، كما يُنصح بتجنب الشد أثناء عملية الإخراج.
  • عدم الجلوس على المرحاض لفترات طويلة، لتفادي الضغط على منطقة المستقيم.
  • ممارسة تمارين كيجل يوميًا؛ حيث تساعد على تحسين تدفق الدم إلى منطقة المستقيم وتقوية العضلات المحيطة بالشرج، مما يقلل من فرص الإصابة بالبواسير، كما تعزز هذه التمارين قوة العضلات المحيطة بالمهبل والإحليل، مما يسهّل عملية التعافي بعد الولادة.
  • تجنب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة؛ وإذا كان العمل يتطلب الجلوس، يُنصح بالحركة لبضع دقائق كل ساعة. في المنزل، من الأفضل أن تستلقي المرأة الحامل على جانبها أثناء النوم أو القراءة أو مشاهدة التلفاز لتقليل الضغط على أوردة المستقيم.

علاج البواسير أثناء الحمل

يمكن معالجة البواسير أثناء الحمل من خلال إحدى الطرق التالية أو مجموعة منها:

  • تغيير نمط الحياة: يُوصى النساء الحوامل اللواتي يعانين من البواسير بتجنب الشد أثناء التبرز، ومحاولة التبرز في الصباح أو بعد الوجبات، حيث يكون نشاط الأمعاء أعلى. بالإضافة إلى ذلك، يجب تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه، والخضراوات، والحبوب الكاملة، وشرب كمية كافية من السوائل تتراوح بين 1.5 إلى 2 لتر يومياً وممارسة الرياضة بانتظام. في بعض الأحيان، قد يجد الطبيب أنه من الضروري تغيير نوع مكملات الحديد للنساء المصابات بالبواسير لتقليل خطر الإصابة بالإمساك.
  • العلاج بالأدوية: يمكن استخدام أدوية لعلاج البواسير والأعراض المرتبطة بها، ومنها:
    • المسهلات (Laxatives): بشكل عام، تعتبر المسهلات آمنة للاستخدام أثناء الحمل. من الأمثلة على المسهلات الآمنة خلال الحمل هي اللاكتولوز (Lactulose)، وتحاميل الجلسرين (Glycerin suppositories)، والبيساكوديل (Bisacodyl)، والسنّا (Senna)، ودوكوسات الصوديوم (Docusate sodium)، وبيكوسلفات الصوديوم (Sodium picosulfate).
    • مُسكّنات الألم: تعتبر مسكنات الألم ضرورية في حال كانت الحامل تعاني من ألم. يُعتبر الباراسيتامول آمناً خلال جميع مراحل الحمل.
    • أدوية أخرى: بالإضافة إلى ما ذُكر، هناك مجموعة من الخيارات العلاجية الموضعية المتاحة على شكل تحاميل أو مراهم وقد تساعد في تخفيف أعراض البواسير مثل الحكة وعدم الراحة، رغم عدم وجود دراسات مؤكدة حول فعاليتها؛ إلا أنها تُستخدم بشكل واسع. من أمثلة هذه العلاجات الهيدروكورتيزون (Hydrocortisone) والبريدنيزولون (Prednisolone) اللذان يُساعدان على تقليل الالتهاب والحكة، أو المواد المخدرة الموضعية مثل الليجنوكايين (Lignocaine) التي قد تقلل من الألم والتهيج.
Published
Categorized as أمراض نسائية