يُعتبر أبو النصر بن روحان بن أسد التميمي من شعراء الجاهلية القديمة الذين ينتمون إلى الطبقة الثانية. وهو قريب لكل من كليب والمهلهل، حيث تعود أصوله إلى اليمن، لكنه اشتهر وأقام في البحرين. يعد البراق واحدًا من أبرز شجعان الجاهلية، وله مكانة مرموقة بين قومه. في صغره، كان يتنقل مع رعاة الإبل ويتعلم حلب اللبن.
عندما اندلعت حرب بين قبيلة بني ربيعة وطيء وقضاعة بعد أن غادر البراق قومه، اتجه العديد من الفرسان إلى البراق بن روحان لاستمداد العون والمساندة. وكان وائل بن ربيعة يستنجده قائلاً:
لقد أصبح الأمر يتعقد ولا قرار لدينا عليه،
إليك جئنا مستجيرين لننال النصر.
فشمر عن ساعدي القتال، أبا نصر،
فالناس كلهم تابعون لمن يملك الفخر والمجد.
فنادِ من آل وائل، لتجِبك الصدى.
فأجاب البراق بن روحان، الذي كان يشعر بالحزن نتيجة تصرف عمه معه:
وهل أنا إلا فرد من بني ربيعة،
أبعث العزة في أوقات العز، وتفاخري هو فخري.
سأقدم لكم ما تعرفونه عني،
سأشمر عن ساقي وأعلو على فرسي،
وأدعُ أبناء عمي وإخوتي،
إلى موطني الحماسي أو أرض المعركة.
سعت قبيلة طيء لكسب ولاء البراق بن روحان للانضمام إليهم، إلا أنه رفض أن يخدع قومه. فقد لبّى نداءهم واستعد للقتال، وحث قومه على تجهيز خيولهم. في تلك الأثناء، واجهه نصير الطائي المعروف بقوته، ولكنه لم يستطع أن يواجه البراق بن روحان، مما دفع البراق لإلقاء الشعر قائلاً:
داعني سيد القبائل فينا،
بنو أسد في المغار.
فامضيت نحو صدر عمرو،
فسقط مجندلاً في الصف عائدًا.
عندما علم أمير الفرس برغبة الزواج من ليلى بنت لكيز، ابنة عم البراق بن روحان، كان يدرك أن العرب لا يقدمون فتياتهم للغرباء. وعندما علم بوجود ليلى ووالدها بالقرب من بلاد فارس، أرسل جنوده للاعتداء على قافلتها واختطفوها. حاول الأمير بشتى الوسائل إجبارها على الزواج به، حتى قام بتعذيبها، لكن ليلى أبت أن تخضع وناشدت بقولها:
ليت للبرق عيني تراني،
ما ألقاه من بلاء وعذاب.
يا كليب، يا عقيل، عوني لكم!
يا جنيد، ساعدوني بالبكاء!
عذبت أختكم، وللأسف
بعذاب لا يطاق صباحًا ومساءً.
يكذب الأعجمي حين يتقربني،
ومعي شيء من الحياء.
قيدوني، افعلوا ما تشاءون،
فأنا كارهة لعقدتكم،
ومرير الموت أهون عندي.
هل يدلّونني على فارس؟
يا بني أنمار، يا أهل الخنا.
يا إياد، خسرت تجارتكم.
ورمى المنظر من برد العمى،
يا بني الأعمام، إما تقطعوا
لأسباب الرجا عن بني عدنان.
عندما استمع البراق لما حل بمحبوبته ليلى، استجاب لندائها وتوجه إلى بلاد فارس حيث تمكن من إنقاذها من الأسر وإعادتها إلى بيتها. في تلك الأثناء، قارب والدها تزويجها من البراق، وعندما التقيا أخيرًا، تم الزواج بينهما.
أحدث التعليقات