الاستخدام غير السليم للمضادّات الحيويّة

قد يؤدي الاستخدام المتكرر أو غير السليم للمضادّات الحيويّة إلى تعزيز مقاومة المضادّات الحيويّة (بالإنجليزية: Antibiotic Resistance)؛ مما يجعل بعض أنواع المضادّات الحيويّة غير فعّالة في مواجهة البكتيريا. ومن الأمثلة على أنواع البكتيريا التي تُسبب المقاومة بعض السلالات المسبّبة لالتهابات الجلد، والتهاب السحايا (بالإنجليزية: Meningitis)، والأمراض المنقولة جنسيّاً (بالإنجليزية: Sexually Transmitted Diseases)، والالتهاب الرئويّ (بالإنجليزية: Pneumonia) وغيرها. هذه العدوى قد تنتقل إلى الآخرين، وتجدر الإشارة إلى أن فشل المضادّات الحيويّة في العمل يُفضي إلى prolongation وصعوبة أكبر للمرض، مما يؤدي إلى استخدام مضادّات حيويّة أكثر قوّة وتكلفة، وزيادة الزيارات الطبية، وزيادة احتمالية حدوث الوفاة الناتجة عن الالتهابات البكتيريّة. لافتةً إلى أن هناك عدد قليل من الأنواع البكتيريّة حالياً أظهرت مقاومة كاملة لجميع أصناف المضادات الحيوية.

أُجريت دراسة تحت إشراف تسعة مراکز الرعاية الأولية في إسبانيا لدراسة فعاليّة مضادّات الالتهاب أو المضادّات الحيويّة في معالجة الأفراد الذين يعانون من التهاب حاد غير معقّد في القصبات الهوائيّة، والتي تترافق مع تغير في لون المخاط، حيث شملت الدراسة 416 مشاركاً من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و70 عاماً، وجرى اختيارهم على أساس عدم وجود أمراض أخرى مصاحبة للجهاز التنفسي (بالإنجليزية: Respiratory Co-morbidity) أو ضعف المناعة. وقد أظهر كل منهم أعراض التهاب الجهاز التنفسي مثل السّعال كعرض رئيسيّ لفترة تقل عن أسبوع. وتم تجهيز الأدوية المستخدمة في هذه الدراسة من قِبل وحدة الصيدلة في مستشفى فال ديبرون (بالإنجليزية: The pharmacy unit of the Hospital Vall d’Hebron) في برشلونة. وأظهرت النتائج عدم فعالية مضادّات الالتهاب التي تؤخذ عن طريق الفم أو المضادّات الحيويّة مقارنة بالدواء الوهمي (بالإنجليزية: Placebo) في تقليل مدة السعال لدى مرضى التهاب القصبات الهوائيّة الحادّة غير المعقدة (بالإنجليزية: Uncomplicated Acute Bronchitis) التي تشتمل على تغيّر في لون المخاط.

يُعتبر استخدام المضادّات الحيويّة أحد الأسباب الرئيسية لزيادة احتمالات الإصابة بعدوى الكلوستريديوم ديفيسيل (بالإنجليزية: Clostridium Difficile)، خاصةً بين المرضى في المستشفيات. وتُعدّ هذه العدوى البكتيريّة ناتجة عن الاضطراب في البكتيريا الطبيعية التي تعيش في القولون (بالإنجليزية: Normal Flora) وزيادة نموّ بكتيريا الكلوستريديوم ديفيسيل، مما ينتج عنها مواد ضارّة تسبب التهاب الأغشية المخاطية في الأمعاء. تشمل أهم الأعراض حدوث إسهال مائي متفاوت الشدة، وآلام في البطن، وفقدان للشهيّة، والشعور بالتعب، وارتفاع في درجة الحرارة خاصة في الحالات الشديدة، بالإضافة إلى الجفاف.

سبل تجنب الاستخدام غير السليم للمضادّات الحيويّة

لتفادي الآثار السلبية الناتجة عن الاستخدام غير السليم للمضادّات الحيويّة، ينبغي تعزيز مجموعة من الممارسات لدى المرضى ومقدّمي الرعاية الصحيّة وصنّاع القرار، منها:

• عدم تناول المضادّ الحيويّ إلا بوصفة طبية، وعدم استخدام الدواء الموصوف لعلاج مرض آخر أو لشخص آخر.
• اتباع التعليمات بدقة عند تناول المضادّ الحيوي، والتأكد من إكمال الجرعة الموصوفة بالكامل على الرغم من شعور المريض بتحسن، وعدم ترك جزء من الدواء لعلاج التهابات مستقبلية.
• عدم مطالبة المريض للطبيب بوصف مضادّ حيوي عندما يكون التشخيص عدوى فيروسية.
• الحفاظ على نظافة اليدين وتلقي اللقاحات (بالإنجليزية: Vaccines) الموصى بها للحد من احتمالات الإصابة بعدوى الأمراض.
• كتابة وصفات المضادّات الحيويّة بشكل دقيق من قِبل مقدّمي الرعاية الصحية، مع التأكد من وصف الدواء الصحيح بالجرعة المناسبة ولمدة كافية، وإجراء زراعة للبكتيريا، وإعادة التقييم بعد 48 ساعة حسب فحص المريض والنتائج الأخرى.

علاج الالتهابات الفيروسية

تُعتبر العديد من الالتهابات الفيروسية (بالإنجليزية: Viral Infections) من النوع الذي ينتهي تلقائيًا دون الحاجة إلى علاج خاص. ينصبّ علاج الالتهابات الفيروسية على تخفيف الأعراض عوضًا عن مقاومة الفيروس نفسه، حيث تُساهم الراحة وازدياد تناول السوائل في الشعور بالتحسّن. ومن الممكن أن تُساعد بعض الأدوية في تقليل الأعراض المرتبطة بالالتهاب الفيروسي، مثل الأدوية المستخدمة لعلاج نزلات البرد التي تعمل على تخفيف الألم والاحتقان. كما يُفيد استنشاق بخار الماء في تخفيف الاحتقان. وقد يُستخدم العسل لتخفيف السعال، لكنه لا يُعطى للأطفال دون سن السنة. في بعض الحالات، قد يصف الطبيب بعض الأدوية المضادة للفيروسات لمعالجة حالات الإنفلونزا.

فيديو حول سوء استخدام المضادات الحيوية

لمعرفة المزيد عن مشكلة سوء استخدام المضادات الحيوية، يُنصح بمشاهدة الفيديو.