تشكل الاستعارة أحد الفروع الأساسية في علم البلاغة، وتُعتبر جزءًا من المجاز المفرد. يُعرف هذا المفهوم بأنه استخدام كلمة أو تعبير في سياق غير ما أُعدّ له، مستندًا في ذلك إلى علاقة مشابهة. تمثل الاستعارة تشبيهًا بلاغيًا تم حذف أحد طرفيه، الذي يحدد النوع، سواء كانت استعارًة مكنية أو تصريحية. كلا النوعين يعتبران متناقضين، حيث يختلفان في الطرف المحذوف والطرف المثبت في التشبيه.
تمتاز الاستعارة بقدرتها على إضافة عمق وفصاحة للتعبير اللغوي، حيث تُسهم في المبالغة أو التأكيد على الفكرة المطروحة. قد تُستخدم لتوضيح معاني معينة أو لإيصالها في شكل جمالي أكثر جاذبية.
تعرف الاستعارة المكنية بأنها تشبيه بلاغي يتضمن اسم المُستعار (المشبه) مع حذف اسم المشبه به. يجب أن تكون هناك قرينة لفظية تشير إلى المشبه به. تعتمد هذه الاستعارة على اقتباس صفة معينة من شيء ما لوصف شيء آخر لا يرتبط به بشكل مباشر. من الأمثلة على ذلك:
في هذا المثال، يتم ذكر المشبه وهو “الخبر” في حين يُحذف المشبه به وهو “الطائر”. تم استعارة صفة الطيران لوصف انتشار الخبر، مما يجعل هذا الانتشار يُشبه سرعة الطيران.
فلابد أن يستجيب القدر
هنا، يشبه الشاعر القدر بشخصية بشرية، حيث يحذف المشبه به ويستخدم الاستجابة كصفة تشير إلى القدر من خلال الاستعارة المكنية.
كيف أبني قواعد المجد وحدي
في هذا البيت، يشبه الشاعر المجد بالبناء، ويطرح صفات القواعد، محولاً إياها لتكون صفة للمشبه، مما يمثل استعارًة مكنية.
تقديمًا للتشبيه، يشير الله عز وجل إلى الغضب كإنسان، حيث يتم حذف المشبه به. يُستخدم صفة “السّكوت” لتأكيد فكرة الغضب، لتندرج تحت الاستعارة المكنية.
تُعتبر الاستعارة التصريحية نوعًا من التشبيه الذي يُحذف فيه المشبه، ويُذكر المشبه به. لذا تُعرف بهذا الاسم. تتعلق أيضًا باستخدام التعبير نفسه لمعنى مختلف عن معناه الأصلي. إليك بعض الأمثلة:
في هذا المثال، تم حذف المشبه وهو “الجندي” مع بقاء المشبه به، أي “الأسد”. من خلال ذلك، قد تم استعارة كلمة “أسد” بمعنى يُعبر عن القوة والجرأة في المعركة.
هنا، يقوم الشاعر بتمثيل الإنسان بالطين، حيث يحذف المشبه لكنه يذكر المشبه به، ويستخدم الكلمة بشكل يُخرجها عن معناها المعجمي.
في هذه الآية، يشبه الله تعالى الكفر بالظلمات والإيمان بالنور. حيث يُحذف المشبه ويوضع المشبه به بشكل واضح تندرج تحت الاستعارة التصريحية.
أحدث التعليقات