يشير الإهمال العاطفي في مرحلة الطفولة (بالإنجليزية: Childhood Emotional Neglect) إلى عدم قدرة الأهل على الاستجابة باحتياجات أطفالهم العاطفية بشكل ملائم. بكلمات أخرى، يتعلق الأمر بتقليل الآباء من أهمية مشاعر أطفالهم وتصنيفها على أنها غير ذات قيمة أو مبالغ فيها، أو أقل وزنًا مقارنة بمسائل أخرى.
يمكن أن يكون الإغفال عن مشاعر الطفل ناتجًا إما عن تجاهل متعمد من الوالدين، أو نتيجة لعدم انتباههم لاحتياجات الطفل العاطفية، أو عدم معرفتهم بكيفية التعامل معها بشكل سليم. يجب التنويه إلى أن الإهمال العاطفي قد لا يعني بالضرورة غياب الرعاية الجسدية، بل يكفي أن يكون هناك نقص في الدعم النفسي.
توجد عدة أسباب تؤدي إلى الإهمال العاطفي، ومن أبرزها:
تتعدد الأمثلة على الإهمال العاطفي، وأحدها هو تجاهل أحد الوالدين أو كليهما لمشاعر الطفل الناتجة عن انتقال صديقه إلى مدرسة جديدة. حيث يعتبر هؤلاء الأهل تلك المشاعر تافهة بدلاً من تقديم الدعم والاستماع للطفل، فيبدأ الطفل بالتشكيك في أهمية احتياجاته العاطفية ويقلع عن طلب الدعم.
ومن العبارات التي تعكس الإهمال العاطفي من الوالدين: (أنت لا تشعر بالحزن حقًا)، أو (الأمر ليس بهذا السوء، فلا داعي للقلق)، أو (توقف عن المبالغة).
تشمل أعراض الإهمال العاطفي ما يلي:
يمكن أن تترتب على الإهمال العاطفي آثار عديدة، ويتم توضيحها أدناه حسب كل مرحلة عمرية:
يظهر تأثير الإهمال العاطفي على الأطفال في صور مختلفة، مثل الاكتئاب، والقلق، واللامبالاة، وفرط النشاط، والسلوك العدواني، وتأخر النمو، وصعوبة في تحقيق النجاح، وانخفاض احترام الذات، والابتعاد عن الأصدقاء أو الأنشطة الاجتماعية، وتقليل التقارب العاطفي.
قد يُعاني المراهقون من اضطرابات نفسية نتيجة الإهمال العاطفي في الطفولة، مثل الاكتئاب، واضطراب ثنائي القطب، واضطرابات القلق، وما بعد الصدمة. كما أنهم يكونون معرضين لمشكلات أكاديمية، وتزايد خطر تعاطي المخدرات، وارتفاع محاولات الانتحار.
تجسّد آثار الإهمال العاطفي في البلوغ باضطرابات مثل ما بعد الصدمة والاكتئاب، وزيادة احتمالية الإصابة باضطرابات الأكل، والابتعاد عن العلاقات الحميمية، والشعور بالعيوب الشخصية، والذنب، والفراغ والعدوانية، وصعوبة الثقة بالآخرين.
يمكن مواجهة الإهمال العاطفي من خلال الإجراءات التالية:
يجب على الفرد تعلم كيفية التعرف على مشاعره، من خلال التفكير في أفعاله بتأنٍ، مثل: أين يذهب، ومع من يلتقي، وما هو طعامه. إذ يتم اتخاذ القرارات المتعلقة بهذه الجوانب بناءً على المشاعر، مما يساعد الشخص على فهم كيفية شعوره تجاه نفسه والآخرين والعالم.
من الضروري أن يدرك الشخص أنه يستحق تلبية احتياجاته مثل الآخرين. يمكن أن يتدرب على ذلك، على سبيل المثال، بطلب العناق من صديق مقرب عندما يشعر بالحزن، أو طلب لحظات من الهدوء عند العودة إلى المنزل بعد يوم شاق.
يمكن للمعالج النفسي أن يساعد الفرد في فهم مشاعره وكيفية طلب ما يحتاجه، كما أنه يعلمه كيفية بناء الثقة بالآخرين وتعزيز احترام الذات وكيفية التعامل مع المواقف السلبية.
أحدث التعليقات