الإمبراطور أكيهيتو هو الإمبراطور الياباني رقم 125، وقد تولّى العرش لمدة ثلاثين عامًا من عام 1989 حتى 2019. وُلد في عام 1933 في طوكيو، وكان الابن الخامس للإمبراطور هيروهيتو والإمبراطورة ناجاكو. يُعتبر أكيهيتو واحدًا من نسل الإمبراطور الأسطوري جيمو، أول أباطرة اليابان. عُرف العصر الذي شهد حكمه باسم “عصر هيسي”، وقد تنازل عن العرش لصالح ابنه الأمير ناروهيتو في عام 2019، ليكون بذلك أول إمبراطور ياباني يتنحّى عن الحكم منذ 200 سنة.
تربيّ أكيهيتو وفقًا للتقاليد الإمبراطورية، حيث انفصل عن والديه في سن مبكرة، ولم يكن يُسمح له برؤيتهما سوى مرة واحدة أسبوعيًا. تولى معلمون متخصصون عملية تعليمه، حيث ارتاد مدرسة الأقران على مدار 12 عامًا ابتداءً من عام 1940. خلال الحرب العالمية الثانية، نُقل أكيهيتو إلى خارج طوكيو في سبيل حمايته. تزوّد بمهارات اللغة الإنجليزية من الكاتبة الأمريكية إليزابيث جراي فينينج، التي علّمته أيضًا العادات والتقاليد الغربية.
في عام 1952، نُصّب وليًا للعهد بعد والده، وأصبح الممثل الرسمي لليابان في العديد من المناسبات الدولية، بما في ذلك تتويج الملكة البريطانية إليزابيث الثانية في عام 1953. أبدى أكيهيتو، على غرار والده، اهتمامًا كبيرًا بالحياة البحرية، حيث درس علم الأحياء البحرية وأصبح باحثًا بارزًا في هذا المجال.
في عام 1959، التقى أكيهيتو بزوجته المستقبلية ميتشيكو شودا في ملعب تنس، وقد أثار اختياره لها كزوجة جدلاً واسعًا نظرًا لكونها من عامة الشعب، وهو ما يعدّ خرقًا لتقاليد عريقة تمتد لنحو 1500 عام. أنجب الزوجان ثلاثة أبناء هم ناروهيتو وأكيشينو وفتاة تُدعى نوري، ولديهم أربعة أحفاد. على الرغم من المعارضة في البداية، إلا أن أكيهيتو وزوجته شاركا في تربية أبنائهما بشكلٍ مباشر، مما ألهم العائلة الإمبراطورية لتبني هذا النهج.
تولى أكيهيتو عددًا من المناصب المهمة قبل وبعد صعوده للعرش، بما في ذلك:
بذل أكيهيتو جهودًا دؤوبة في المجالين السياسي والدبلوماسي، بما في ذلك:
يمتلك الإمبراطور أكيهيتو تاريخًا حافلًا في الأبحاث العلمية. فقد تناول مواضيع حول المخلوقات البحرية وأصدر دراسات متعددة، بما في ذلك دراسة حول نوع سمك “Gobiidae”. كما كان جزءًا من عدة مؤسسات بحثية مثل المتحف الأسترالي ومعهد أبحاث العلوم الطبيعية في الأرجنتين.
تجلّى حب أكيهيتو للسلام منذ تولّيه الحكم، حيث سعى لتحقيق المصالحة مع البلدان التي تضررت من الاحتلال الياباني. وقال: “أُصلّي لئلا تتكرر مأساة الحرب هذه”. ومن خلال تضميتم للعلاقات الودية مع الدول، عمل على تعزيز السلام والتفاهم الدولي، بعيدًا عن النزاعات.
مع تقدم العمر، واجه أكيهيتو العديد من المشاكل الصحية، بما في ذلك خضوعه لعدة عمليات جراحية. في عام 2017، أعرب عن استعداده للتنحي عن العرش نظرًا لعدم قدرته على القيام بواجباته. وبحلول يونيو من نفس العام، أقرت الحكومة اليابانية قانونًا تاريخيًا يسمح له بالتنازل عن العرش. وفي 30 أبريل 2019، تم إعلان تنازله رسميًا، مما جعله أول إمبراطور يقدم على ذلك منذ أكثر من 200 عام.
نالت حياة أكيهيتو العديد من الألقاب والأوسمة خلال مسيرته، منها:
كما حصل على عدة أوسمة تقديرًا لجهوده في مجالات متعددة، منها:
أحدث التعليقات