ما هو الإعجاز العلمي في القرآن الكريم؟
يعرف الإعجاز العلمي بأنه ما ورد في القرآن الكريم أو السنة النبوية، وقد أثبتت العلوم الحديثة صحته بعد وفاة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، حيث لم يكن بالوسع حينئذٍ إثبات ذلك علميًا. هذه الحقائق العلمية تعكس صدق رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما أوضح الدكتور زغلول النجار، مشيرًا إلى أن الإعجاز العلمي يتمثل في مجموعة من الحقائق العلمية التي ذُكرت في القرآن الكريم قبل أن يتمكن العلم من إثباتها.
أمثلة على الإعجاز العلمي في القرآن
يوجد العديد من الأمثلة التي تعكس الإعجاز العلمي المذكور في القرآن الكريم والتي تم التأكد منها علميًا فيما بعد. إليكم بعضها:
- التمييز بين ضوء الشمس ونور القمر، كما قال -تعالى-: (هُوَ الَّذي جَعَلَ الشَّمسَ ضِياءً وَالقَمَرَ نورًا).
- وصف الجبال بكونها أوتادًا تدعم الأرض، حيث قال -تعالى-: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا). فبنية الجبال تحت سطح الأرض تكون أكبر بكثير مما يظهر على السطح.
- مراحل تكوين الجنين في رحم الأم، حيث ورد في القرآن: (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّـهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ).
- ظلام المحيطات والارتفاعات الكبيرة للأمواج في الأعماق، كما ورد في قوله -تعالى-: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ…).
- خلق البعوض، وقد ورد في قوله -تعالى-: (بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا).
- قدرة الله -تعالى- على خلق الإنسان وإعادته للحياة، كما في قوله -تعالى-: (أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ…).
- القدرة الفائقة على خلق الطيور بما يناسب طبيعة طيرانها، حيث خلق الله عظامها خفيفة وقوية، وأشار -تعالى-: (أَلَم يَرَوا إِلَى الطَّيرِ مُسَخَّرَاتٍ في جَوِّ السَّماءِ…).
معايير البحث في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم
قام العلماء بوضع مجموعة من الضوابط للباحثين في موضوع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وهذه الضوابط هي:
- ضرورة العودة إلى المصادر الموثوقة في تفسير القرآن، ومراجعتها بعناية، والحصول على فهم شامل للعلوم ذات الصلة.
- معرفة تاريخ الظواهر العلمية والاصطلاحات المرتبطة بها.
- تحقيق توازن في تفسير الإعجاز العلمي وتجنّب التأويل الزائد.
- الإقرار بأن الله وحده هو الكليم والعالم بكل شيء، وعلم الإنسان محدود بطبيعته.
- مراعاة المعاني الصحيحة للغة العربية، مع التقيّد بالقواعد النحوية دون تحريف المعاني الأصلية.
- المسلمات والثوابت في القرآن لا يمكن أن تعترضها الآراء الشخصية.
- توجيه الدراسات والأبحاث في القرآن لتحقيق الغاية العليا المتمثلة في عبادة الله وعمارة الكون.
- التأكد من عدم وجود أي تعارض بين الحقائق العلمية المثبتة وما ورد في القرآن.
- اتباع منهج متأني وحكيم في البحث واستغلال الوقت من أجل فهم أعمق.
- فهم أسباب النزول والأحكام المتعلقة بالآيات الكريمة.
- إجراء مقارنة بين تفسيرات الآيات عبر العصور المختلفة.
- إدراك القراءات الصحيحة المتعلقة بالآيات، في حال وجودها.
- جمع الآيات التي تتعلق بنفس السياق لتفسيرها بشكل متكامل.
- مراعاة التفسير الشامل للنصوص القرآنية المرتبطة بالظواهر العلمية.
- التفريق بين مفهوم الإعجاز العلمي والتفسير العلمي.
فوائد الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
تتعدد فوائد الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، منها:
- إبراز التوافق بين الحقائق القرآنية والحقائق العلمية.
- تقديم الحجج للملحدين وغير المسلمين، وجذبهم للإسلام من خلال الإشارات العلمية في القرآن.
- زيادة الإيمان لدى المسلمين من خلال فكرة عظمة خلق الله.
- تشجيع المسلمين على التفاعل مع العلوم والتفكر فيما حولهم.
- تأكيد أن الدين الإسلامي هو دين العلم والمعرفة.
- إظهار معجزة القرآن ودوامها عبر السنين.
أحدث التعليقات