الإعجاز العلمي في السنة النبوية

الإعجاز العلمي في السنة النبوية يشير إلى قدرة الأحاديث النبوية على الإخبار عن حقائق كونية تم اكتشافها لاحقًا، والتي لم يكن ممكنًا رؤيتها أو إدراكها في زمن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-. وهذا يبرهن على صدق الرسالة التي بلغها عن الله -سبحانه وتعالى-.

نماذج من الإعجاز العلمي في السنة النبوية

توجد العديد من الأمثلة التي تعكس الإعجاز العلمي في الأحاديث النبوية، ومن أبرزها ما يلي:

تطور الجنين في الرحم

أوضحت الأحاديث النبوية مراحل تطور الجنين، حيث بينت كيفية تكون النطفة الذكرية وكون أصل الإنسان جزءًا صغيرًا من المني. كما أوضحت التفرقة بين المضغة المخلقة، وهي ما يكون مستقرًا في الرحم، والنطفة غير المخلقة، وهي التي تسقط من الرحم. وقد بينت السنة مراحل خلق الجنين في رحم الأم كالتالي: نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم يُرسل ملك ليُنفخ فيه الروح.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ أحدَكُم يُجمَعُ خلقُهُ في بطنِ أمِّهِ أربعينَ يوماً ثمَّ يكونُ في ذلك عَلقةً مثلَ ذلِكَ، ثمَّ يكونُ مضغةً مثلَ ذلِكَ، ثمَّ يُرسلُ الملَكُ فينفخُ فيهِ الرُّوحَ ويؤمرُ بأربع كلماتٍ: بكَتبِ رزقِهُ وأجلهِ وعملِهُ وشقيٌّ أو سعيدٌ).

فوائد أبوال الإبل في العلاج

أشارت الأحاديث النبوية إلى أن بعض ما يخرج من الإنسان والحيوان يمكن أن يكون ضارًا أو نافعًا. وقد أوضح النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أن بول الإبل يُستخدم في الطب، وهذا ما أثبته العلم الحديث.

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (قدِم على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- مجموعة من عُكَلٍ، فأسلموا، ثم مرضوا في المدينة، فأمرهم أن يشربوا من أبوال وألبان الإبل، ففعلوا فشفوا. لكنهم بعد ذلك ارتدوا وقتَلوا رُعاتَها، فبعث في آثارهم، فأُتي بهم، فقَطَّع أيديَهم وأرجلَهم، وسمَل أعينَهم، ثم لم يَحسِمْهم حتى ماتوا).

الذباب: داء ودواء

ذكرت السنة النبوية أن الذباب إذا وقع في طعام أو شراب الإنسان، فإن عليه أن يغمس الذباب بأكمله في الإناء لإبطال أثر الداء، وهو ما أيدته الأبحاث الحديثة حول وجود بكتيريا في جناحي الذباب، بحيث يحتوي جناح واحد على الداء والآخر على العلاج. قال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (إذا وقع الذباب في شراب أحدكم، فليغمِسه ثم لينزعه، فإن في إحدى جناحيه داءً والأخرى شفاءً).

عدد المفاصل في جسم الإنسان

ورد في حديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن عدد المفاصل في جسم الإنسان يبلغ ثلاثمئة وستون مفصلاً، وقد أثبت العلم الحديث صحة هذا الرقم. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنه خُلِقَ كلُّ إنسانٍ من بني آدمَ على ستينَ وثلاثمئةِ مِفصلٍ).