الإعجاز العلمي في الآية الكريمة التي تشير إلى الجبال كأوتاد للأرض

الإعجاز العلمي في الآية (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا)

تعريف الإعجاز العلمي

يُعرَف الإعجاز العلمي بأنه: “الإخبار في القرآن الكريم أو السنة النبوية عن حقائق علمية أثبتها العلم في وقت لاحق، والتي لم يكن بالإمكان إدراكها بواسطة الوسائل البشرية خلال زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم-“.

الإعجاز العلمي في الآية (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا)

قال الله تعالى: (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا)، حيث يُقدِّم القرآن الكريم في هذه الآية وصفًا دقيقًا للجبال ووظيفتها الهامة في النظام البيئي. تُعتبر الجبال بمثابة أوتاد للأرض، حيث يُستخدم الوتد تقليديًا لتثبيت الأشياء ومنع الحركة والاهتزاز. يتواجد ثلثا الوتد تحت سطح الأرض، وهذا ينطبق أيضًا على الجبال التي لا يمكن رؤية ثلثيها، مما يُساهم في استقرار القشرة الأرضية.

كذلك، تُشبه الجبال السفن التي تلقى مراسيها في قاع البحر لتظل مستقرة، حيث تُمكِّن الجبال ذات الجذور العميقة القشرة الأرضية من البقاء ثابتة.

آراء المفسرين في معنى (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا)

لدى المفسرين آراء متعددة حول معاني (الوتد)، والتي أثارها المفسرون الأوائل -رحمهم الله-. ومن بين هذه الآراء:

  • يقول ابن الجوزي: “والجبال أوتاداً للأرض لئلا تميد”.
  • يقول الزمخشري: “والجبال أوتاداً؛ أي أرسيناها بالجبال كما يُرسى البيت بالأوتاد”.
  • يقول القرطبي: “والجبال أوتاداً أي لتسكن ولا تتكفأ بأهلها”.
  • يقول أبو حيان: “والجبال أوتاداً أي ثبتنا الأرض بالجبال كما يثبت البيت بالأوتاد”.
  • يقول الشوكاني: “والجبال أوتاداً؛ الأوتاد جمع وتد أي جعلنا الجبال أوتاداً للأرض؛ لتسكن ولا تتحرك كما يُرسى البيت بالأوتاد”.

تعريف الجبل في المعاجم اللغوية

يُعرَف الجبل بأنه: بروز أرضي يرتفع عن ما يحيط به من أرض، وغالبًا ما يكون ارتفاعه أكبر من التل. ولكن لا يوجد توافق بين الباحثين حول تعريف دقيق لمستوى ارتفاع الجبل والتل؛ حيث يحدد بعضهم الجبل بارتفاع (305) أمتار فوق مستوى سطح البحر، بينما يحدد آخرون الارتفاع بحد أدنى يبلغ (610) أمتار، وتُعتبر التلال والربى ما دون ذلك.

مفاهيم الجبل في العلوم

تشمل مفاهيم الجبل عدة تعاريف، من بينها:

  • نتوء أرضي مرتفع بوضوح، تحيط به منحدرات حادة، وارتفاعاته تصل إلى مستوى القمم المرتفعة. يرى البعض أنه لا يوجد حد معين لارتفاع الجبل.
  • منطقة من الأرض ترتفع بشكل ملحوظ عن الأراضي المحيطة بها.
  • قطاع من سطح الأرض يُعلي فوق مستوى المناطق المحيطة به.

الختام

يتضح مما تم ذكره أن كل التعريفات البشرية المتعلقة بالجبال، سواء اللغوية أو العلمية، تُركز فقط على تضاريس الأرض وأشكالها البارزة العالية. فهذه التشكيلات تتجاوز الأسطح المحيطة بها، سواء كانت تتمتع بسفوح شديدة الانحدار أم قمم منخفضة تدريجيًا.

بينما يُبرز التعبير القرآني وصف الجبال، حيث يتناول الصورة الخارجية لها فوق سطح الأرض والجذور العميقة التي تمتد تحتها، ويُصور أيضًا الدور المهم للجبال في “تثبيت الغلاف الصخري للأرض في مادة الوشاح اللدنة”، التي تقع تحت هذا الغلاف الصخري مباشرة، حيث يُشبه الوتد الذي يختفي ثلثاه تحت سطح الأرض، بينما يظهر الجزء الأصغر فوق ذلك السطح.

Published
Categorized as معلومات عامة