الإسلام ودور المرأة في المجتمع

رؤية الإسلام للمرأة

قام الله -سبحانه وتعالى- بخلق الكون الواسع، وبثّ فيه المخلوقات بمختلف أنواعها، وضمن ذلك خلق الإنسان من ذكر وأنثى. وقد منح كل منهما فطرة خاصة تميزهم عن الآخر. فقد جعل الرجل قويًا وصبورًا، قادرًا على تحمل الصعوبات والتحديات، وفرض عليه الجهاد في سبيل الإسلام، وجعله محوريًا في إدارة الأسرة واحتياجاتها. لذا، يمكنه العمل طوال اليوم دون أن يؤثر ذلك عليه سلباً. من جهة أخرى، خُلق الأنثى بجسد أضعف من الرجل، وقد عُينت لها الأدوار التي تتناسب مع قدراتها البدنية.

داخل المنزل، تتحمل المرأة مسؤولية حفظ زوجها ودعمه في طاعة الله، وتلبية احتياجاته، ويكون الرجل القائم على إنفاق المال ورعاية الأسرة بما يحقق لها الاستقرار. لكن من المهم أن يحترم الرجل المرأة ويُقدّر دورها الكبير الذي تؤديه وراءه، فهي شريكته في مواجهة الحياة برفعة ويسر. وقد ورد في القرآن الكريم: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ)، وأيضاً: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ). وقد أوجب الله -عز وجل- على المرأة ارتداء الحجاب كتعبير عن حيائها وعفتها، ولم يكن الحجاب أبداً انتقاصًا لحقوقها أو قيدًا لحريتها، بل هو وسيلة لحفظ عفتها وطهارتها. وأكد الإسلام على مفهوم الحجاب بشكل عام، بما في ذلك تجنب الخضوع بالقول، حتى لا تشد انتباه غير المحارم. كل ذلك يُعتبر تكريمًا لها وحفاظًا على جمالها وحقوقها.

الإسلام وحقوق المرأة

أحاط الإسلام المرأة بالكرامة ورفع من مكانتها، وهذا يتجلى في العديد من المظاهر والتعاليم، منها:

  • قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّما النساءُ شقائقُ الرجالِ)، وهذه عبارة توضح بجلاء أن النساء يشاركن الرجال في المكانة والقيمة، وليس هناك ما يُنقص من قدرهن. وقد كان من وصايا النبي -صلى الله عليه وسلم- العديدة بالنساء، حيث أشار إلى أهمية مراعاتهن والاهتمام بهن، وخصوصًا في وصيته خلال الحجة: (استوصُوا بالنِّساءِ خيراً).
  • كرّم الإسلام المرأة في مقام الأم؛ حيث أوصى الله -تعالى- بالأم في آيات عديدة من القرآن الكريم، كما قال: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ). وقد جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يسأله الإذن للذهاب للجهاد، فسأله النبي: (أُمُّكَ حَيَّةٌ؟) وعندما أجاب الرجل بنعم، قال له: (الزم رجلها فثمَّ الجنَّة).
  • أعفى الإسلام المرأة من صلاة الجماعة، لتبقى في بيتها وتساعد في إدارة شؤون الأسرة.
  • قدّر الإسلام المرأة وهي لا تزال طفلة، ومنحها حقوقًا، ورفع من مكانة من يُعنى بتربية ابنته. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من ابْتُلِي من هذهِ البناتِ بشيٍء كُنَّ لهُ سِترًا من النارِ).
  • أسقط الإسلام الجهاد عن المرأة، معتبرًا أنه متطلب صعب لا يتماشى مع طبيعتها.
  • نصّ على تحريم طلاق المرأة في فترة الحيض، إذ إن ذلك يتسبب في ضغوط جسدية ونفسية عليها.
  • أوجب الميراث للمرأة من زوجها وأقاربها، رغم أنها ليست مكلفة بالإنفاق عليهم.
  • أجازت الشريعة الإسلامية للمرأة قص شعرها أثناء الإحرام، مُعبرة عن أهمية شكلها وجمالها.
  • حددت الإسلام للمرأة مهرًا شرعيًا عند عقد الزواج، وحرّمت أخذ أي شيءٍ منه.
  • عاقبت بالإسلام بشدة من يتهم المرأة في شرفها زورا، بمعاقبتها بالجلد ثمانين جلدة، كما لا تُقبل شهادته بعدها.
  • كرّم الإسلام المرأة حتى بعد وفاتها، فأن يُغسلها زوجها أو إحدى النساء، مراعاة لطهارتها وعفتها.
  • أجاز الإسلام للمرأة الخيار في طلب الطلاق إذا كانت تكره زوجها ولا يرغب في تطليقها.
Published
Categorized as إسلاميات