قدم الإسلام منهجًا متكاملًا وشريعة تُعزز من توازن الروح والجسد معًا. فهو لا يكتفي بمراعاة حقوق الدنيا فحسب، بل يؤكد أيضًا على أهمية الآخرة؛ إذ يُنظر إلى الحياة الدنيا كمزرعة للآخرة، وميدان للتنافس والبذل من أجل الإعمار وتحقيق العدالة.
تتميز الشريعة الإسلامية بشموليتها وملاءمتها لكل زمان ومكان؛ فمصادر الدين من الكتاب والسُنّة تتضمن معاني عميقة تمس جميع جوانب الحياة البشرية.
لم يعتبر الإسلام الإنسان كائنًا خاليًا من المشاعر أو الرغبات الإنسانية، بل اعتبر أن لديه احتياجات طبيعية للترفيه، والفرح، والمتعة. ولذلك، فقد وضع الإسلام ضوابط ملائمة وحدودًا واضحة في سلوكيات ذلك؛ فلا إفراط ولا تفريط، بل توازن.
في جميع جوانب حياتنا، نجد أن لله -سبحانه وتعالى- حكماً واضحًا؛ فالحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية تُحدد بمبادئ وأخلاق واضحة. فقد حضّ الإسلام على صلة الأرحام، والإحسان للجيران حتى لو كانوا بعيدين.
كما وضع الإسلام الحقوق والواجبات الاجتماعية. للوالدين حقوق على الأبناء، وعليهم أيضًا واجبات تجاههم، وكذلك تفرض حقوق بين الزوجين. جميع هذه الأمور قد نظمها الدين وشرحها بتفصيل.
يسعى الإسلام في المجال الاقتصادي إلى الحفاظ على المال وتحديد حقوق الأفراد فيه، والسبل المشروعة لكسبه، وادخاره، وإنفاقه. فقد حرّم الإسلام الربا واعتبره جريمة اقتصادية خطيرة، بينما يشجع على الصدقة.
ويتطلب الإسلام أداء الزكاة التي تُؤخذ من أموال الأغنياء وتُعطى للفقراء، كما أنه حرم احتكار المال وتكديسه، وشدد على ضرورة أداء الحقوق المالية للآخرين في الميراث والوصية. كل ذلك يبرز القيم الإيجابية للتعاون والعدالة في توزيع الثروة.
في المجال السياسي، كان للإسلام أثر طويل الأمد، خاصة في الفترات التي طبقت فيها تعاليمه كما ينبغي. حيث أظهرت الأنظمة الإسلامية نموذجًا للحياة التي لا يزال العالم يستشعر تأثيرها. لذا، فإن الإسلام هو منهج حياة لا يتعارض مع احتياجات المجتمع، بل يُعزز الأمن والاستقرار.
حين نتأمل في تعاليم الإسلام السمحة، نجد أنها تتأسس على مبدأ تحقيق المصالح للجميع، ودرء المفاسد عنهم. فهو يضع الضوابط اللازمة لحماية النفس، والعقل، والمال، والنسل، ويؤمن حرية العقيدة ويرعى الدين. إن هذا الدين هو دين السماحة واليسر.
إنه دين العدالة والمساواة، ويعزز الألفة والمحبة والإخاء. إنه دين العلم والعمل، يهدي إلى الطريق القويم، ويعكس الكمال والشمول، ويعبر عن الوفاء والصدق والأمانة، فضلاً عن كونه دين العزة والقوة.
أحدث التعليقات