الإسلام والتفاعل مع العلوم الحديثة

فهم العلم في الإسلام

عرف العلماء العلم بطريقة لغوية واصطلاحية، وقد تعددت التعريفات بهذا الشأن. وفيما يلي نستعرض أبرز هذه التعريفات:

  • العلم من الناحية اللغوية

في اللغة، يُعبر عن العلم كإدراك الشيء على حقيقته، إدراكًا قاطعًا. وقد وُصف بأنه صفة تكشف المطلوب وتُظهر الشيء كما هو عليه.

  • العلم من الناحية الاصطلاحية

تختلف التعريفات الاصطلاحية بحسب نوع العلم المقصود، لكن مفهوم العلم بشكل عام يُعبر عن معرفة الشيء كما هو عليه. وفيما يتعلق بعلم المخلوقات، فهو يشير إلى معرفة خصائصها، أما علم الخالق فيعبر عن الإحاطة بما هو عليه. وطلب العلم يعني السعي لفهم الشيء على حقيقته.

التأكيد على أهمية طلب العلم في الإسلام

شجع الإسلام على السعي في طلب العلم وتحصيله، ومستندًا في ذلك إلى النصوص من القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. يُعتبر العلم شرفًا وفخرًا للفرد في الدنيا والآخرة، كما جاء في قوله تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُ الْأَلْبَاب). ويظهر في هذه الآية تفضيل أهل العلم والمُتطلعين إلى المعرفة على أولئك الجاهلين في أمور دينهم ودنياهم، حيث تُشير العبارة الأخيرة إلى “أصحاب العقول الراقية”.

كما ينقل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مَن سلَك طريقًا يطلب فيه عِلْمًا، سلَك اللهُ به طريقًا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم). ويعكس ذلك أهمية العلم، والأجر الكبير الذي يناله الإنسان عند طلبه، خصوصًا في مجال العلوم النافعة وعلم الدين. بالإضافة إلى أن الحديث يشمل جميع أنواع العلوم، سواء كانت غزيرة أو قليلة.

من خلال عبارة “إن الملائكة لتضع أجنحتها…”، يُظهر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كيف أن الملائكة تتعامل برفق ورأفة مع طالب العلم، مع انطباع التقدير والنظر إليه باحترام.

أهمية العلم في الإسلام

تمتاز أهمية العلم في الإسلام بتأثيرها الكبير على جميع جوانب الحياة، ومنها:

  • يساهم العلم في معرفة أحكام الله -عز وجل- وواجباته.
  • يُساعد في مكافحة الأفكار المدمرة، وإظهار الحق ودحض الباطل.
  • يعد العلم بمثابة مفتاح لكل خير.
  • يُسهم في كشف المعاني الموجودة في كتاب الله وسنة نبيه، وتوضيح مقاصدها.

طرق تحصيل العلم في الإسلام

توجد عدة طرق تعين على تحصيل العلم وتحقيق الفائدة منه، ومنها:

  • سؤال الله -تعالى- العلم النافع، والإلحاح والدعاء لبلوغه.
  • الاجتهاد في التحصيل وتقديم الجهد والرغبة الصادقة في طلب علم الكتاب والسنة.
  • تجنب المعاصي، إذ أنها من الوسائل الأساسية لتحقيق المنفعة من طلب العلم.
  • التحلي بالتواضع وعدم الاستحياء عند سؤال العلم، فالعلم لا يأخذه مستكبر أو متردد.
  • الإخلاص لله -عز وجل- في طلب العلم والعمل به، والسير على نهج النبي في ذلك.
Published
Categorized as إسلاميات