تمتاز رسالة الإسلام بشموليتها وكمالها؛ حيث تعالج كافة جوانب حياة الإنسان، وتعمل على تحقيق السعادة في الدارين. في الوقت الذي انحرفت فيه الأمم السابقة عن المسار الذي حدده الله -سبحانه- لهم عبر إرسال الرسل والأنبياء، هدى الله -تعالى- هذه الأمة إلى الصراط المستقيم والدين القويم.
وبذلك، أصبحت الأمة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك العقيدة الصحيحة، والشريعة الكاملة، والتراث الأخلاقي الذي يضمن لها سلوكًا رفيعًا في الحياة.
ظهر الإسلام في جزيرة العرب التي كانت غارقة في ظلمات الشرك والضلال؛ حيث اتخذ العرب أصنامًا يخلقونها بأيديهم ويعبدونها دون الله -تعالى-. لكن نور الإسلام جاء ليبدد هذه الظلمات حين أرسل الله نبيّه محمد -عليه الصلاة والسلام- حاملًا رسالة الإسلام؛ التي تهدف إلى تصحيح الانحرافات العقدية وإعادة الناس إلى الصراط المستقيم.
تتأسس عقيدة المسلم على التوحيد الصافي والكامل، والذي يتضمن توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات:
يشير إلى الإيمان بأن الله -تعالى- هو الخالق الرازق المحيي المميت وحده.
يعني توحيد الله -تعالى- فيما يخص أفعال العباد من توجه وقصد وعبادة.
يقصد به إفراد الله -تعالى- بصفاته التي أثبتها لنفسه، والإيمان بأنها لا تنبغي لغيره.
قدم الإسلام شريعةً شاملة تغطي كافة جوانب حياة الإنسان دون إغفال أي منها. تتضمن المصادر الأساسية للشريعة الإسلامية: القرآن الكريم الذي يحتوي على كثير من الأحكام، والسنة النبوية المطهرة التي تقدم أيضًا عددًا من الأحكام الفقهية، وتعمل كمرجع للمسلمين في عباداتهم ومعاملاتهم وفي شؤون حياتهم كافة.
تتميز الشريعة الإسلامية بأن أهم مصادرها هو القرآن الكريم، المحفوظ من الله -تعالى-، بالإضافة إلى السنة النبوية التي أكرم الله عددًا من العلماء الذين قاموا بدراستها وتحقيقها حتى أخرجوا التراث النبوي بشكل موثق وصحيح.
“تتميز هذه المصادر بالدقة العالية، والأحكام الموروثة، والمبادئ العامة والقواعد المقررة؛ مما يجعل هذه الشريعة صالحة لكل زمان ومكان، قادرة على استيعاب كافة التطورات، مما يسهل الحياة في ظلها بلا أي قيود، بل تحفظ للإنسان توازنه وتلبي احتياجاته في شكل متكامل وواضح ومرن”.
على الصعيد السلوكي والأخلاقي، يتضمن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة العديد من التوجيهات التي تشكل مرجعًا للمسلمين في تعاملهم مع أنفسهم ومع الآخرين، سواءً كانوا مسلمين أو غير مسلمين.
لم تترك رسالة الإسلام خلقًا كريمًا أو قيمة نبيلة إلا وحثّت عليها ودفعت المسلمين نحو تبنّيها، مما يجعل الإسلام بحق دين الأخلاق والمثل والقيم العليا؛ التي يجب أن يتحلى بها المسلم في كل الأحوال، حتى في حالات الحرب مع الأعداء.
أحدث التعليقات