الإسلام في الصين: جذوره وتاريخه وتأثيره

دخول الإسلام إلى الصين

دخل الإسلام إلى الأراضي الصينية في وقت مبكر، حيث تذكر الروايات التاريخية أن الإسلام جاء إلى الصين عبر شخصية تنتمي إلى أسرة سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-، ويُعتقد أن اسمه كان وقاص. وقد وصلت هذه الشخصية في وقتٍ مبكر جداً إلى الصين، حيث قام بدعوة السكان إلى اعتناق الإسلام، وله ضريح هناك يُعرف باسم ضريح وقاص.

تشير المصادر إلى أن الإسلام وصل إلى الصين في القرن الأول الهجري من خلال مسارين: الأول كان عبر البر من مقاطعة سنكيوان، بينما الثاني كان عن طريق البحر بسبب وجود بعض الجاليات العربية الناشطة في التجارة على السواحل.

عدد المسلمين في الصين

إن الأخلاق النبيلة للتجار المسلمين في الصين كانت لها دور كبير في دخول أعداد هائلة من الصينيين في الإسلام، مما جعل دعاة الملل الأخرى، مثل التبشيريين، يعترفون بالنقص الكبير في أتباعهم. وقد قُدّر عدد المسلمين في الصين بأكثر من عشرين مليوناً.

وفي مدينة بكين وحدها، يُقدر عدد المسلمين بنحو مئة ألف. وقد أشار الأستاذ وازيلياف إلى سرعة دخول الصينيين في الإسلام، وهو ما يُعتبر تهديداً للنصرانية من وجهة نظره، حيث تمثل الصين ثلث سكان الكرة الأرضية.

يعيش المسلمون في مختلف مناطق الصين، إلا أن العدد الأكبر منهم يقيم في إقليم سنكيوان، المعروف بالصينية باسم “المستعمرة الجديدة”. وتعود أصول هؤلاء المسلمين إلى ما يُعرف بالإيغور. وتذكر الروايات التاريخية أن العلاقة بين الصين والإسلام بدأت في القرن التاسع الهجري، في زمن الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.

حيث قام بإرسال وفد برئاسة سعد بن أبي وقاص إلى إمبراطور الصين، المعروف بـ”وي”، لدعوة الإمبراطور إلى الإسلام. وقد نفذ المسلمون عدة ثورات ضد الحكم الصيني بين القرنين الثامن عشر والعشرين، ولكن تم قمعها جميعاً.

المساجد في الصين

تشير التقديرات إلى أن نسبة المسلمين في الصين تتراوح بين 1% و2% من إجمالي عدد السكان. وقد كانت هناك العديد من المساجد والمراكز الإسلامية، ولكن بسبب الحكم الشيوعي، تم إزالة العديد منها. في مدينة بكين، يوجد حوالي أربعين مسجداً، من بينها المسجد الأعظم. خلال فترة السلطان العثماني عبد الحميد، تم إرسال بعثة علمية إلى الصين وافتتاح مدرسة هناك في عام 1890.

توجد في الصين عدد من الجمعيات الإسلامية التي تعزز الوحدة بين المسلمين، مثل جمعية تقدم مسلمي الصين، التي تضم حوالي 300 فرع، وقد أُسست في عام 1909. وكان هناك أيضاً جمعية الأدب الإسلامي ومعهد المعلمين في العاصمة بكين. ومع تولي الشيوعيين الحكم في الصين، تم إغلاق هذه المعاهد والمراكز، حيث سعت الحكومة إلى إخفاء كل الآثار والأعمال المرتبطة بالإسلام والمسلمين.

أما اليوم، فإن عدد المساجد في الصين يتجاوز ثلاثين ألف مسجد، ويستمر العدد في الزيادة نتيجة لزيادة أعداد الصينيين الذين يعتنقون الإسلام.

Published
Categorized as إسلاميات