الإسلام في البرازيل: تعايش الثقافات وتاريخ الديانة

الإسلام في البرازيل

يقدر عدد المسلمين في البرازيل بحوالي مئتي ألف نسمة، مما يجعلهم الكتلة الأكبر من المسلمين في جميع الدول اللاتينية. وتغلب على عدد كبير من هؤلاء المسلمين أصول عربية، بالإضافة إلى وجود عدد متزايد من البرازيليين الذين يعتنقون الإسلام.

تاريخ الإسلام في البرازيل

دخل الإسلام البرازيل من خلال حملات الاستعباد التي جرت من المناطق الإفريقية، إذ انتشر عن طريق المسلمين في غرب القارة الأفريقية، ولا سيما من المجموعات العرقية التي تم استعبادها أثناء تأسيس دولة خلافة صُكُتُو. من بين هذه المجموعات العرقية هناك الهوسا والمالينكيين واليوروبا، الذين كانوا يعيشون في نيجيريا وكانوا ضحايا للاضطرابات السياسية في بلادهم.

أدى عدم الاستقرار السياسي والحرب في زمن تأسيس دولة خلافة صُكُتُو إلى استعباد الآلاف من عرق الهوسا، بالإضافة إلى أن العديد من المسلمين تم أسرهم خلال الحروب والنزاعات الداخلية التي شهدتها إمبراطورية يوروبا أيوا، المنتمية إلى نيجيريا الغربية والشمالية الحالية.

المجموعات العرقية في البرازيل

يجدر بالذكر أن المسلمين في البرازيل يمثّلون تنوعاً عرقياً، حيث لا يقتصر الأمر على مجموعة أو اثنتين فقط. يشمل المسلمون العديد من البرازيليين والأفارقة الذين اعتنقوا الإسلام. التقى المسلمون الأوائل لتأدية الصلاة، وتعلم قراءة القرآن وكتابته، لأغراض روحية، وقد كانت أغلبية البرازيليين البيض في تلك الفترة تعاني من الأمية.

خلال فترة الاستعباد، واجه الإسلام الإفريقي تحديات عديدة، إذ كان من الصعب على المسلمين المستعبدين ممارسة شعائرهم مثل الصلاة أو الصيام، وقد حُرم بعضهم من ممارسة شعائرهم الدينية بشكل كامل. علاوة على ذلك، تم فرض عقوبات على المسلمين بسبب تعلم اللغة العربية. على الرغم من ذلك، ازدهر المجتمع المسلم في البرازيل خلال ستينيات القرن التاسع عشر.

الإسلام في البرازيل في القرن التاسع عشر

يشير التاريخ إلى إمام بغدادي أقام في مدينة ريو دي جانيرو في عام 1866، حيث قُدّر عدد المسلمين في ذلك الوقت بحوالي عشرين ألف مسلم، وكان معظمهم يقيمون في مدينة سلفادور. ولكن عدد المسلمين في البرازيل شهد انخفاضًا مع مرور الوقت.

ترجع أسباب هذا الانخفاض إلى عودة بعض الأفارقة المسلمين إلى بلدانهم في قارة إفريقيا، كما شكل الزواج المختلط والتعليم الحكومي تحدياً أمام زيادة أعداد المسلمين. وقد أسهمت البعثات التبشيرية والنظام الكاثوليكي، بالإضافة إلى بعض الأديان المشتقة من المعتقدات الإفريقية، في تقليص أعدادهم.

المسلمون في البرازيل حديثًا

يتكون عدد كبير من المسلمين الحاليين في البرازيل من أصول فلسطينية وسورية ولبنانية، بالإضافة إلى نسلهم، وقلة من الأفارقة المهاجرين، إلى جانب عدد لا بأس به من البرازيليين الذين اعتنقوا الإسلام. وقد جاء الكثير من العرب من بلاد الشام خلال فترة انهيار الدولة العثمانية هربًا من الاضطهاد السياسي في بدايات القرن العشرين. علاوة على ذلك، بلغت الهجرة ذروتها خلال تلك الفترة، ويعيش معظم المسلمين البرازيليين في مدينة ساو باولو حيث يديرون العديد من المساجد والمراكز الإسلامية النشطة.

Published
Categorized as إسلاميات